استئصال المرارة والحمل

الحمل هو رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية التي تؤثر على المرأة. لكن ماذا لو كانت هذه الرحلة مصحوبة بتحديات صحية مثل وجود مشكلة في المرارة؟ يعد استئصال المرارة أحد الإجراءات الجراحية الشائعة التي قد تؤثر على الحمل، وفي هذا المقال، نقدم شرحًا مفصلًا لكل ما تحتاجين إلى معرفته عن العلاقة بين استئصال المرارة والحمل.

 ما هي وظيفة المرارة في الجسم؟

المرارة هي عبارة عن عضو صغير على شكل كيس ويوجد أسفل الكبد، وتقوم المرارة بالعمل على تخزين الصفراء التي ينتجها الكبد. والصفراء عبارة عن سائل يحتوي على إنزيمات، تساعد في هضم الدهون داخل الأمعاء الدقيقة.

وعندما تتناولين وجبة تحتوي على الدهون، تقوم المرارة بإطلاق الصفراء إلى القناة الصفراوية ثم إلى الأمعاء، وتبرز أهمية الصفراء في قيامها بتكسير الدهون حتى تتحول إلى مكونات سهلة الهضم والامتصاص.

متى يتم اللجوء إلى استئصال المرارة؟

يتم استئصال المرارة نتيجة عدة أسباب مختلفة، ومن أهم الأسباب الشائعة لاستئصال المرارة:

  • حصوات المرارة: تعتبر حصوات المرارة أحد أبرز أسباب الجراحة، وهي عبارة عن كتل صغيرة صلبة تتكون من الكوليسترول أو مواد أخرى داخل الصفراء. وقد تسبب هذه الحصوات الشعور بالألم الشديد في أعلى البطن، وقد تمتد الآلام وتصل إلى الكتف الأيمن أو حتى الظهر، خاصة بعد تناول وجبة غنية بالدهون.
  • التهاب المرارة: يحدث الالتهاب نتيجة وجود انسداد في القناة الصفراوية بسبب الحصوات، ما يؤدي إلى تراكم الصفراء داخل المرارة، مما قد يسبب الإصابة بالالتهاب والشعور بالألم الشديد. وفي حال لم يتم علاج الالتهاب، فقد يتطور إلى عدوى أو مضاعفات خطيرة مثل انفجار المرارة.
  • انسداد القنوات الصفراوية: في بعض الحالات، قد تسبب الحصوات انسداد القنوات الصفراوية، مما يؤدي إلى مشكلات في الكبد أو البنكرياس، مثل التهاب البنكرياس الحاد.
  • مشكلات وظيفية: في حالات نادرة، قد تكون المرارة سليمة من حيث الشكل، ولكنها لا تؤدي وظيفتها بشكل طبيعي (خلل وظيفي في المرارة)، مما يتسبب في آلام متكررة ومشكلات هضمية.

ما الذي يحدث عند استئصال المرارة؟

بعد استئصال المرارة، تتنقل الصفراء مباشرة من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة بكميات صغيرة وباستمرار، بدلاً من تخزينها وإفرازها حسب الحاجة. ويؤدي هذا التغيير إلى بعض التحديات أو الصعوبات في عملية الهضم، مثل صعوبة هضم الدهون أو حدوث إسهال بعد تناول وجبات دسمة.

اقرأ أيضاً: كل ما تحتاج لمعرفته بالتفصيل عن عملية استئصال المرارة

العلاقة بين المرارة والحمل

قبل التحدث عن العلاقة بين استئصال المرارة والحمل، لنتناقش قليلاً أولاً عن العلاقة بين عضو المرارة والحمل. فترة الحمل فترة حساسة جداً وتحتاج إلى أن يكون جسم المرأة في صحة وعافية دون مشكلة قد تؤثر على سلامة الحمل.

ولذلك في حال وجود مشكلة صحية في المرارة دون علاج، قد يُسبب مشكلة لاحقاً، فتأخير علاج بعض مشكلات المرارة قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الكبد أو تسمم الدم. لذلك إذا كنتِ تخططين للحمل، فمن الأفضل إجراء العملية قبل الحمل لتجنب حدوث أي مضاعفات.

أسباب مشاكل المرارة في الحمل

قد تحدث بعض المشكلات الصحية للمرارة خلال فترة الحمل نتيجة الأسباب التالية:

  • التغيرات الهرمونية وتأثيرها: أثناء الحمل، يفرز الجسم كميات كبيرة من هرمون البروجستيرون الذي يعمل على إبطاء حركة عضلات الجهاز الهضمي، بما في ذلك المرارة، مما قد يؤدي إلى بطء تدفق الصفراء وزيادة احتمالية تكوّن الحصوات.
  • زيادة الوزن أثناء الحمل: زيادة الوزن قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، وهو مكون رئيسي في تكوّن الحصوات الصفراوية.
  • التغييرات الجسدية للحمل: مع تقدم الحمل، يضغط الرحم المتنامي على الأعضاء الداخلية، بما في ذلك المرارة، مما قد يزيد من احتمالية حدوث انسداد أو التهاب.
  • العادات الغذائية الخاطئة: الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة خلال الحمل، وخاصة الأطعمة الغنية بالدهون، قد تزيد من خطر الإصابة بمشكلات المرارة.

استئصال المرارة والحمل

والآن لنتعرف سوياً على أبرز التساؤلا وإجاباتها المتعلقة باستئصال المرارة والحمل:

1- هل يمكن إجراء استئصال المرارة أثناء الحمل؟

قد تصبح الجراحة ضرورية إذا كانت هناك حالة طارئة مثل التهاب المرارة الحاد أو انسداد القنوات الصفراوية. وعموماً يقوم الطبيب بتقييم الحالة الصحية، وما يناسب الحامل والجنين، وسيقوم باللازم.

2- هل عملية المرارة خطيرة للحامل؟ متى يفضل إجراؤها؟

يُفضل إجراء الجراحة خلال الفصل الثاني من الحمل (الأسبوع 14-28)، حيث تكون المخاطر على الأم والجنين أقل مقارنةً بالثلث الأول والثالث. ووفي حالات الطوارئ، يمكن إجراء الجراحة في أي وقت من الحمل، حسب تقييم الطبيب بالطبع.

3- كيف تُجرى عملية المرارة أثناء الحمل؟

يتم استخدام جراحة المنظار كلما أمكن، حيث تتطلب شقوقًا صغيرة وتكون أقل تدخلًا مقارنة بالجراحة التقليدية، ولكن في حالات معقدة، قد يكون من الضروري اللجوء إلى الجراحة المفتوحة.

مخاطر عملية المرارة على الحامل والجنين

بعد معرفة بعض الأسئلة الشائعة المرتبطة باستئصال المرارة والحمل، وكأي عملية جراحية أخرى، قد ينتج عن عملية المرارة حدوث بعض المضاعفات بالنسبة للأم أو الجنين، لذلك من المهم اختيار طبيب بخبرة كبيرة ومركز طبي موثوق حتى يتم تفادي أي آثار جانبية محتملة.

ومن الضروري أيضاً إجراء فحوصات دقيقة قبل العملية لتقييم الحالة واختيار الفريق الطبي بعناية لضمان العناية المثلى للأم والجنين، وبشكل عام قد تكون بعض الأضرار المحتملة نتيجة العملية كالآتي:

أضرار عملية المرارة على الحامل:

  • حدوث العدوى أو النزيف.
  • تأخر التعافي مقارنة بالجراحة في غير فترة الحمل.

أضرار عملية المرارة على الجنين:

  • قد يحدث زيادة خطر الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
  •  خطر تعرض الجنين للإجهاد أثناء الجراحة.

الحمل بدون مرارة

كثير من النساء يسألن عن إمكانية الحمل بعد إزالة المرارة ومتى يكون الحمل بعد عملية المرارة؟ وهل هناك مشكلة في حدوث الحمل بعد عملية المرارة من الأساس، لذلك سنجيبكم على أهم أسئلتكم الشائعة.

ما هي مشاكل الحمل بعد استئصال المرارة؟

بعد استئصال المرارة، قد يواجه جسم الحامل صعوبة في هضم الدهون، خاصة إذا لم يتم الالتزام بنظام غذائي صحي، وبعض النساء قد يعانين من الإسهال المزمن، لكنه يتحسن مع مرور الوقت.

متى يسمح بالحمل بعد عملية المرارة

ينصح الأطباء بالانتظار لمدة 3-6 أشهر بعد العملية، وذلك لضمان تعافي الجسم بالكامل، لأن هذا الانتظار يسمح للجروح الداخلية بالتئام واستعادة الجسم لوظائفه الطبيعية.

هل من الآمن إزالة المرارة أثناء الحمل؟

بشكل عام، لا توجد مخاطر كبيرة على الحمل، ومع ذلك، قد تظهر بعض التحديات المتعلقة بالجهاز الهضمي، مثل عسر الهضم أو الحاجة إلى تعديل النظام الغذائي.

ما بعد استئصال المرارة والحمل – الرعاية

جزء كبير من مرور عملية المرارة بعد الحمل بسلام، هو الاهتمام بفترة التعافي والنقاهة، لذلك نقدم لكن النصائح التالية، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب بالطبع:

  • من المهم جداً الاهتمام بنوعية الطعام التي يتم تناولها بعد عملية المرارة، إلى جانب اتباع عادات غذائية صحيحة مثل:
    • تناول وجبات صغيرة ومتكررة، حتى يتم تقليل الضغط على الجهاز الهضمي.
    • تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية، لأن الجسم قد يواجه صعوبة في هضمها بعد العملية.
    • الاهتمام بتناول الألياف: مثل الخضروات والفواكه، لتجنب الإمساك أو الإسهال.
  • ممارسة الرياضة الخفيفة، لأن التمارين الخفيفة، مثل المشي تساعد على تحسين الهضم وتعزيز التعافي.
  • المتابعة مع الطبيب، حيث يُوصى بإجراء فحوصات منتظمة للتأكد من أن الحمل يسير بشكل طبيعي.
  • قد تشعر بعض النساء بالخوف من تأثير الجراحة على الحمل، لذلك يمكن استشارة طبيب نفسي للحصول على الدعم المناسب.

ومن المهم أيضاً أن تشعر الحامل بالدعم من الأشخاص المقربين حولها بعد العملية حتى تتمكن من التعافي بسلام ودون مضاعفات. لذلك مشاركة الزوج وأفراد العائلة في العناية بالأم الحامل، قد يساعدها على التغلب على الضغوط النفسية والجسدية.

هل ازالة المرارة تؤثر على الانجاب؟

تُشير الأبحاث إلى أنه في معظم الحالات لا يؤثر استئصال المرارة على فرص الحمل، ويفضل المتابعة المستمرة والدورية مع الطبيب في حالة حدوث حمل بعد إزالة المرارة، ولكن نحب التنويه إلى أن تحديد هذا بوجه قاطع يجب مناقشته مع الطبيب المعالج بعد مناقشة الحالة الصحية والعوامل الأخرى.

وفي الخاتم وبعد معرفة العلاقة بين استئصال المرارة والحمل، نحب أن نذكركم أن استئصال المرارة هو إجراء طبي شائع قد يصبح ضروريًا لبعض النساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل، وبفضل التقدم الطبي، أصبحت الجراحة آمنة وفعالة. ومع ذلك، يتطلب النجاح في هذه المرحلة الحرجة التزامًا بالنصائح الطبية من الطبيب، والاهتمام بالتغذية السليمة والقيام بالرعاية المنتظمة. تذكري أن صحتك وصحة جنينك هي الأولوية القصوى، لذا لا تترددي في استشارة الطبيب عند مواجهة أي تحديات.

احجز موعد كشفك الآن

Contact Form

أكتب رأيك أو تعليقك علي المقالة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عيادات د / رامى حلمى

لجراحات السمنة المفرطة

اهلا وسهلا في موقع الدكتور رامى حلمي، يمكنك الضغط لبدء المحادثة مع الدعم الطبى.