عملية تصحيح المعدة أو عملية اعادة التصحيح للمعدة هي إحدى الإجراءات الجراحية المتقدمة التي يلجأ إليها الأطباء عندما لا تحقق جراحة السمنة الأولية النتائج المتوقعة، سواء من حيث فقدان الوزن أو من ناحية المضاعفات التي قد تظهر بعد العملية الأولى، ولكن يلجأ الأطباء إلى جراحة إعادة التصحيح في حالات محددة، وفي هذا المقال، نستعرض بشكل مبسّط وواضح ماهية عملية إعادة التصحيح ومتى يتم اللجوء إليها ومن المؤهل للخضوع لها، والنتائج المتوقعة منها ومعلومات أخرى هامة،، فاحرصوا على المتابعة.
ما هي عملية اعادة التصحيح للمعدة؟
تُعد جراحة أو عملية اعادة التصحيح للمعدة مصطلحًا واسعًا يُستخدم لوصف الإجراءات اللاحقة المطلوبة للمرضى الذين خضعوا سابقًا لجراحة لإنقاص الوزن. يهدف الإجراء الإضافي إلى جعل إجراء فقدان الوزن الأولي أكثر فعالية، أو تقليل الآثار الجانبية غير المريحة، أو عكس الجراحة الأصلية.
تُجرى جراحة السمنة التصحيحية أو عملية اعادة التصحيح للمعدة لتحسين صحة المريض أو جودة حياته، وقد يشجع الإجراء على فقدان وزن أكبر لدى المرضى الذين لم تؤدِّ جراحاتهم الأولية إلى فقدان الوزن الزائد المتوقع. وقد يقلل أو يزيل الآثار الجانبية غير المرغوبة التي تظهر بعد الإجراء الأولي لجراحة السمنة، مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) أو صعوبات البلع. وقد يعالج أيضًا المضاعفات الناتجة عن جراحة السمنة الأولية، مثل القرحة أو التضيق. أو قد يعكس الإجراء الأولي لجراحة السمنة بالكامل عندما لم يعد مرغوبًا فيه أو فعالًا.
من الأشخاص المؤهلين لعملية اعادة التصحيح للمعدة؟
قد يكون المريض مرشحًا لعملية اعادة التصحيح للمعدة لواحد أو أكثر من الأسباب التالية:
1- عدم كفاية فقدان الوزن.:
أحيانًا، لا يفقد المريض الكمية المتوقعة من الوزن الزائد خلال فترة زمنية محددة بعد الجراحة، مثل 18 شهرًا أو عامين. وعلى الرغم من عدم وجود إرشادات رسمية لفقدان الوزن التي تحدد التأثير العلاجي للإجراء الأولي، تشير العديد من الدراسات إلى أن المرضى قد يكونون مرشحين لعملية اعادة التصحيح للمعدة إذا فقدوا أقل من 15% من إجمالي وزنهم.
2- الإصابة بالمضاعفات:
أحيانًا، يمكن أن تنشأ مضاعفات من العملية الأولى، فعلى سبيل المثال، قد يعاني المريض الذي خضع لعملية ربط المعدة من انزلاق الحزام حول المعدة، أو قد يتآكل الحزام داخل البطانة الداخلية للمعدة. وفي بعض الحالات، قد يتسرب المحلول الملحي.
وعدد قليل من المرضى الذين خضعوا لجراحة تحويل مسار المعدة قد يُصابون أيضًا بناسور المعدة أو gastric fistula وهي حالة تحدث عندما يكون جيب المعدة الصغير اتصال غير مرغوب به بجزء من المعدة المتجاوزة.
وقد يُصاب المريض الذي يخضع لأي نوع من جراحات إنقاص الوزن بفتق حجابي، والذي يحدث عندما يُدفع جزء صغير من المعدة إلى الأعلى (من البطن إلى تجويف الصدر)، مما يسبب حرقة في المعدة و/أو انزعاجًا. وقد يُصاب المرضى أيضًا بقرح أو تضيق في الوصلة بين كيس الأمعاء والأمعاء الدقيقة.
3- الآثار الجانبية:
بعض المرضى الذين يخضعون لجراحة السمنة يُصابون بآثار جانبية بعد الإجراء الأولي، فعلى سبيل المثال، بعض مرضى تكميم المعدة يُصابون بارتجاع الحمض، أو مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD). وقد يظهر عرض آخر وهو صعوبة البلع.
4- استعادة الوزن:
بعض المرضى يستعيدون الوزن، فعلى سبيل المثال، قد يبدأ المريض الذي خضع لتكميم المعدة في استعادة الوزن وتظهر لديه أعراض الارتجاع. وبعد جراحة تحويل المسار، قد تتوسع المنطقة التي تم فيها توصيل جزء من الأمعاء الدقيقة بأسفل الجيب المعدة، مما يقلل من إفراز هرمونات الشبع أو الامتلاء، ويؤدي أيضًا إلى زيادة الوزن.
5- سوء التغذية:
أحيانًا، يمنع الإجراء الأولي امتصاص كمية كافية من العناصر الغذائية من الطعام، مما يؤدي إلى سوء التغذية، أو نقص الفيتامينات، أو انخفاض الكالسيوم في الدم (نقص كالسيوم الدم). وفي بعض الأحيان، يمكن تعديل الإجراء الأولي قليلاً خلال عملية اعادة التصحيح للمعدة. وفي حالات نادرة، يتم عكس الإجراء بالكامل، خاصة إذا كان المريض يعاني من فشل في الكبد إلى جانب سوء التغذية.
جراحة السمنة التصحيحية تُستخدم لتعديل أو تصحيح أو عكس إجراء سابق لجراحة السمنة. تُقدَّم الإجراءات الأولية لجراحة السمنة لبعض المرضى الذين يعانون من السمنة كطريقة فعالة للمساعدة على فقدان—والحفاظ على فقدان—الوزن الزائد. وقد تنشأ مجموعة متنوعة من الظروف بعد الإجراء الأولي، مما يؤدي إلى جراحة متابعة يمكن أن تعالج هذه المشكلات.
كيف تعمل عملية اعادة التصحيح للمعدة؟
هناك عدد من الطرق التي يمكن للجراحين من خلالها تعديل جراحة السمنة الأولية، وما يحدث خلال جراحة السمنة التصحيحية أو عملية اعادة التصحيح للمعدة يعتمد على المشكلات التي ظهرت بعد الجراحة الأولى وما إذا كان الجراحون يخططون لإصلاح الإجراء أو تحويله أو عكسه. وتُستخدم هذه الخيارات الجراحية التصحيحية غالبًا مع الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعًا من جراحات السمنة:
تصحيح تكميم المعدة:
في هذا الإجراء، يقوم الأطباء بإزالة جزء كبير من معدة الشخص جراحيًا، مما يقلل من الحجم الذي يمكن أن تستوعبه المعدة بنسبة 80%. نتيجة لذلك، تبدو المعدة أشبه بأنبوب يمر الطعام عبره بدلًا من كونها جيبًا يمكنه الاحتفاظ بالطعام والمساعدة في هضمه. وتكميم المعدة غير قابل للعكس.
وبعد أن يخضع المريض لتكميم المعدة، قد تتمدد المعدة أو تكبر، مما يؤدي إلى استعادة الوزن. وبدلًا من إعادة إنشاء كمٍّ أصغر للمعدة، ويقوم الجراحون عادةً بتحويل تكميم المعدة إلى تحويل مسار المعدة أو إجراء تحويل الاثني عشر. كما يعد التحويل إلى تحويل المسار علاجًا فعالًا لإدارة أعراض الارتجاع المعدي المريئي التي قد تظهر نتيجة تكميم المعدة.
جراحة تحويل مسار المعدة:
أثناء تحويل مسار المعدة يقوم الجراحون بعزل جيب صغير من الجزء العلوي من معدة المريض (بالقرب من المريء) ليحتفظ بالطعام، ثم يُعيد الجراحون توجيه جزء من الأمعاء الدقيقة وتوصيلها بأسفل جيب المعدة الجديد. وعندما يأكل المريض، يدخل الطعام الجيبَ الصغير ثم ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة، متجاوزًا الجزء الأكبر من المعدة وجزءًا من الأمعاء الدقيقة. ومع مرور الوقت، قد يتمدد الجيب المعدي الصغير أو يكبر، ويمكن تصحيح ذلك جراحيًا أو بالمنظار، أو يمكن استخدام أدوية مضادة للسمنة.
جراحة ربط المعدة:
أثناء هذه العملية يضع الأطباء حزام سيليكون قابل للتعديل حول الجزء العلوي من معدة المريض، مما يقسمها إلى جزأين. ويشعر المرضى بالشبع بشكل أسرع مما كانوا سيشعرون به دون وجود الحزام الذي يقيّد حجم المعدة.
وإذا كان المريض قد خضع لجراحة حزام المعدة في البداية وانزلق الحزام من مكانه، فقد يقوم الجراحون ببساطة بإعادته إلى موضعه الصحيح. وفي بعض الحالات، يزيل الجراحون الحزام لعدة أسابيع قبل استبداله، فقد يكون وجود الحزام في مكان خاطئ قد تسبب في التهاب أو تندّب يحتاج إلى وقت للشفاء قبل إعادة وضعه. كما يمكن للجراحين تحويل جراحة حزام المعدة إلى تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة.
مخاطر عملية اعادة التصحيح للمعدة
بعض إجراءات جراحة السمنة التصحيحية أو عملية اعادة التصحيح للمعدة تُجرى كجراحة مفتوحة، وهي ترتبط بخطر أكبر للنزيف، وألم أكثر في موقع الشق، ووقت تعافٍ أطول مقارنة بجراحة المنظار طفيفة التوغل.
ويمكن أن تحمل جراحة السمنة التصحيحية مخاطر أكثر من جراحة السمنة الأولية، فهي تمتلك معدلات أعلى من المضاعفات والوفاة. كما أن المرضى يكونون أقل احتمالًا لفقدان النسبة المتوقعة من الوزن الزائد. وفي بعض الأحيان، لا تحل الجراحة التصحيحية المشكلات التي ظهرت بعد الجراحة الأولية. ومع ذلك، بالنسبة للعديد من المرضى، تساعد عملية اعادة التصحيح للمعدة في تعزيز فقدان الوزن وتحسين جودة الحياة.
نتائج عملية اعادة التصحيح للمعدة
يفقد معظم الناس وزنًا أقل بعد الجراحة التصحيحية مقارنة بالجراحة الأصلية، ولكن تختلف النتائج. وتعتمد نتائجك أيضًا على إجراء السمنة السابق لديك، فعلى سبيل المثال، كثير من الأشخاص الذين لا يفقدون وزنًا كبيرًا مع حزام المعدة أو ربط المعدة يختبرون فقدانًا للوزن بعد التحويل إلى تحويل مسار المعدة.
ما هو أفضل مكان لإجراء عملية اعادة التصحيح للمعدة؟
يعتبر مركز الدكتور رامي حلمي من أفضل المراكز التي يجرى بها عملية إعادة التصحيح، من حيث احتياطات ما قبل العملية واجراءاتها والمتابعة المستمرة مع المريض بعد العملية، إلى جانب استخدام أحدث الوسائل والأجهزة في مجال جراحات السمنة مما يجعل العملية أمنة وسلسة. وتُعد المتابعة مهمة للتعافي وفقدان الوزن على المدى الطويل من أي إجراء من إجراءات السمنة، لذا يدعم فريقنا مرضى جراحة السمنة مدى الحياة، كما نشجع على زيارات متابعة سنوية لمراقبة الصحة. احجز استشارتك الآن وابدأ رحلة التعافي.