تُعد عمليات السمنة من أكثر الحلول الطبية فعالية لعلاج السمنة المفرطة ومضاعفاتها الصحية، خاصة بعد فشل الوسائل التقليدية مثل الحمية والرياضة في تحقيق نتائج دائمة. ومع تنوّع أنواع الجراحات وازدياد الإقبال عليها، تكثر التساؤلات حول تفاصيلها، ونسب نجاحها، والمخاطر المحتملة، وشروط الخضوع لها.
في هذا المقال، نُجيب عن أهم الأسئلة الشائعة عن عمليات السمنة استنادًا إلى أحدث الأبحاث الطبية وتجارب الخبراء، لتوضيح الصورة الكاملة لكل من يفكر في خوض تجربة عمليات إنقاص الوزن، فاحرصوا على المتابعة.
1- ما هي عمليات السمنة؟
عمليات السمنة أو جراحات السمنة هي مصطلحًا شاملًا لمجموعة من الإجراءات التي تساعد على فقدان الوزن، وتعمل هذه الجراحات أساسًا من خلال تغيير شكل المعدة وحجمها لتقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها، وفي بعض الحالات من خلال تعديل عملية الهضم لتحسين أيض الدهون. تؤثر بعض الإجراءات أيضًا في إنتاج الهرمونات المعوية التي تتحكم في الشهية.
من المهم أن نفهم أن جراحة السمنة ليست سوى جزء من الحل، حيث يتطلّب النجاح في فقدان الوزن التركيز أيضًا على اتباع عادات صحية في نمط الحياة. ومع ذلك، يمكن لجراحة السمنة أن تسهّل عليك الوصول إلى وزن صحي وتساعدك على تغيير بعض العادات التي أدّت إلى زيادة الوزن في البداية.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، تُعدّ جراحة السمنة وفقًا لبيانات المعاهد الطبية العالمية العلاجَ الفعّال الوحيد للحفاظ على فقدان الوزن على المدى الطويل، بالنسبة لمن لم يحققوا نتائج من خلال الحمية الغذائية أو التمارين الرياضية أو غيرها من طرق إنقاص الوزن الشائعة.
2- هل عمليات السمنة آمنة؟
يُعتبر هذا السؤال من ضمن أهم الأسئلة الشائعة عن عمليات السمنة، ويمكن القول إن معظم عمليات السمنة تكون آمنة ونسبة نجاحها مرتفعة في حالة المتابعة مع طبيب متخصص وذو خبرة، وأيضاً يوجد نسبة من النجاح تعتمد على مدى التزام المريض. وبفضل تطوّر بروتوكولات رعاية المرضى واعتماد الجراحة بالمنظار، انخفضت معدلات الوفيات بعد جراحات السمنة بنسبة 80% خلال العقد الماضي.
وتشير البيانات المستمدة من قاعدة بيانات المراكز الطبية المعتمدة إلى أن معدل خطر الوفاة خلال الثلاثين يومًا التالية للجراحة ما يعادل تقريبًا حالة واحدة من بين كل ألف مريض. ويُعدّ هذا المعدل أقل بكثير من معدلات الوفيات الناتجة عن العديد من العمليات الجراحية الشائعة الأخرى، مثل استئصال المرارة وجراحة استبدال مفصل الورك. وتُظهر البيانات أن احتمالية الوفاة نتيجة جراحة السمنة منخفضة للغاية، وأنها أكثر أمانًا من جراحات استئصال المرارة واستبدال مفصل الورك.
وفوائد جراحة السمنة تفوق مخاطرها بدرجة كبيرة؛ فعلى المدى الطويل، يُعدّ عدم إجراء الجراحة أكثر خطورة من إجرائها لدى مرضى السمنة المفرطة. ويجب التنويه إلى أن اتخاذ قرار الخضوع لجراحة السمنة خطوة جوهرية، لذلك يُنصح جميع المرضى بمناقشة القرار مع الجرّاح وأفراد العائلة والمقرّبين قبل المضي قدمًا.
3- ما هي أفضل عملية لإنقاص الوزن؟
السؤال عن أفضل عمليات السمنة يُعتبر أيضاً من الأسئلة الشائعة عن عمليات السمنة، والإجراءان الأكثر شيوعًا لفقدان الوزن هما تحويل مسار المعدة وتكميم المعدة، وكلا الإجرائين يساعدان المرضى على فقدان كميات كبيرة من الوزن.
وجراحة تحويل مسار المعدة هي عملية يتم من خلالها تصغير حجم المعدة وتقليل كمية السعرات والدهون التي يمتصها الجسم، وبعد العملية، ينتقل الطعام مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة متجاوزًا ما يقارب 90% إلى 95% من المعدة.
أما جراحة تكميم المعدة فهي تقتصر على المعدة فقط، حيث يُزال نحو 80% إلى 85% من حجمها، ويُترك أنبوب ضيق يُشبه في شكل كمّ، حيث يكون شكل المعدة عادة مثل كرة القدم، وبعد العملية تصبح أشبه بالموزة أي تُصبح ضيقة وطولية. ويحقق كلا الإجرائين نتائج متقاربة من حيث الفاعلية والنتائج. وتتضمن أبرز الفوائد لهما:
- فقدان الوزن، حيث يفقد معظم المرضى نحو ثلث وزنهم خلال ثمانية إلى اثني عشر شهرًا بعد الجراحة.
- تقليل المخاطر الصحية مثل خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية كالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ودهون الكبد، وأمراض الكلى، والسرطان وغيرها.
- زيادة النشاط والحركة حيث يرتبط فقدان الوزن أيضًا بتحسن حالات مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، والربو، وآلام المفاصل، مما يساعد على رفع مستويات الطاقة وزيادة النشاط البدني.
4- هل يمكن الحمل بعد عمليات السمنة؟
توجد علاقة معقدة بين زيادة الوزن والخصوبة؛ إذ يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى اختلالات هرمونية تؤثر في انتظام التبويض وتزيد من خطر الإصابة بحالات مثل متلازمة تكيّس المبايض. كما قد يرفع الوزن الزائد احتمالية الإصابة بمشكلات صحية أخرى مثل السكري أو متلازمة التمثيل الغذائي، وهي حالات قد تجعل الحمل أكثر صعوبة. وغالبًا ما يساعد فقدان الوزن على تحسين انتظام الدورة والتبويض وتقليل مخاطر الأمراض المصاحبة للوزن الزائد، مما يزيد فرص الحمل بشكل طبيعي.
وإحدى الفوائد العديدة لعمليات إنقاص الوزن هي أنها يمكن أن تعزز الخصوبة لدى الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الحمل بسبب مشكلات صحية مرتبطة بالوزن، كما تساعد الجراحة في تقليل خطر بعض مضاعفات الحمل التي قد تنتج أحيانًا عن زيادة الوزن غير الصحية.
يُعد الحمل بعد جراحة إنقاص الوزن أمرًا آمنًا، لكن يجب على المريضة اتخاذ بعض الاحتياطات للحفاظ على صحتها وصحة الجنين، والعمل مع فريق طبي متخصص لمتابعة الحمل بشكل دقيق.
وعند حدوث حمل، فإن الحفاظ على وزن صحي يساهم بدرجة كبيرة في تقليل احتمالية المضاعفات المرتبطة بالسمنة أثناء الحمل، مثل الإجهاض، وتسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم الخطير أثناء الحمل)، وسكري الحمل، وكبر حجم الجنين والتشوهات الخلقية وغيرها. كما أن الحفاظ على وزن صحي يسهل إجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية أثناء الحمل، ويقلل من خطر المضاعفات بعد الولادة مثل النزيف أو العدوى.
اقرأ أيضاً: عملية تكميم المعدة والحمل والعلاقة بينهما بالتفصيل
5- هل يحدث ترهلات بعد عملية السمنة؟ وكيف يمكن علاجها؟
بعد سنوات طويلة من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، تكون البشرة قد تعرضت لتمدد مزمن يشبه تمدد بالون الماء. وعندما يفقد المريض قدرًا كبيرًا من الوزن، لا تمتلك البشرة القدرة الكافية على الانكماش أو العودة إلى شكلها الطبيعي قبل زيادة الوزن.
تعتمد كمية الجلد الزائد بعد جراحة السمنة على عدة عوامل تشمل العوامل الوراثية، وتوزيع الدهون في الجسم، ومقدار الوزن المفقود، ومعظم المرضى لديهم جلد زائد بدرجات متفاوتة، لكن من يكون مؤشر كتلة جسمه أقرب إلى الحد الأدنى لن يعاني عادة من ترهلات شديدة.
تتوفر عدة إجراءات جراحية يمكن أن تساعد في علاج الجلد الزائد، ويتم تحديد نوع العملية وفقًا للمنطقة التي تثير قلق المريض. وأكثر المناطق شيوعًا في هذا النوع من العمليات هي البطن، والثديان، والذراعان، والفخذان، وأحيانًا تُجرى الجراحة في منطقة أسفل الذقن أو الوجه.
وبشكل عام، يهدف هذا النوع من الجراحة إلى إزالة الجلد الزائد وإعادة تشكيل الأنسجة المتبقية لتحقيق مظهر متناسق، وتختلف تفاصيل العملية حسب المنطقة المستهدفة، وطبيعة تشريح الجسم، وتوزيع الوزن الحالي، وغيرها من العوامل الفردية.
وتتضمن أشهر الإجراءات لعلاج ترهلات ما بعد عملية السمنة:
- عملية Tummy Tuck أو شد البطن Abdominoplasty وتشمل إزالة الجلد المترهل وإعادة تشكيل منتصف البطن ليتناسق مع الفخذين ومنطقة العانة. كما يمكن تسوية المنطقة حول السرة وتحديد موضع جديد لها بطريقة تجميلية.
- إجراء رفع للثدي Breast Lift وغالبًا ما يُستخدم نسيج الجسم نفسه لرفع الثدي المترهل، كما توجد خيارات أخرى للرجال تشمل نحت الصدر، وتختلف التقنيات المستخدمة تبعًا لبنية الجسم ونوعه.
- إجراء شد الذراعين أو شد الفخذين، والمعروفين طبيًا باسم Brachioplasty وThighplasty على التوالي. وتتضمن هذه الإجراءات عمل شقوق في الجزء الداخلي من الذراع أو الفخذ للمساعدة في إعادة تشكيل المنطقة ومنحها مظهرًا مشدودًا ومتناسقًا.
6- من هو أفضل جراح سمنة في مصر؟
اختيار جراح السمنة خطوة حاسمة في رحلة التخلص من السمنة والوزن الزائد، فهو العامل الأهم في ضمان سلامة المريض وتحقيق نتائج طويلة الأمد. وفي هذا المجال، يُعد الدكتور رامي حلمي من أبرز الأسماء في مصر والعالم العربي، بفضل خبرته الواسعة ونهجه الطبي القائم على الدقة والتكامل في التعامل مع كل حالة، بدءًا من مرحلة التقييم الأولي ووصولًا إلى المتابعة المستمرة بعد العملية.
يؤمن الدكتور رامي بأن الجراحة ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لتحول شامل في نمط حياة المريض، لذلك يحرص على تقديم رعاية متكاملة تجمع بين الجوانب الصحية والجمالية والنفسية. ويُعرف بأسلوبه الواضح والمهني الذي يعزز ثقة المرضى به، ويساعدهم على خوض التجربة بثبات واطمئنان.
والدكتور رامي حلمي هو استشاري متخصص في جراحات السمنة والمناظير، ويُعتبر من الرواد في مجال جراحات إنقاص الوزن بالمنظار داخل مصر وخارجها. حصل على مؤهلاته الطبية من أرقى المؤسسات، وواصل تدريبه في أحدث مراكز الجراحة المتقدمة حتى أصبح من أبرز المراجع الطبية في هذا التخصص.
ولم تقتصر مساهماته على الجانب العملي فحسب، بل كان له حضور إعلامي وتوعوي بارز، من خلال لقاءاته المتعددة وبرامجه التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن السمنة، وتوضيح الفروق بين أنواع الجراحات وشروط نجاحها. ويؤكد هذا الجانب التزامه بنشر الوعي الصحي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من رسالته المهنية.
يمتلك الدكتور رامي حلمي خبرة مهنية تتجاوز 15 عامًا في مجال جراحات السمنة والمناظير الدقيقة. وخلال مسيرته، واصل تطوير مهاراته من خلال المشاركة في مؤتمرات دولية مرموقة، والاطلاع المستمر على أحدث ما توصّل إليه الطب في مجال جراحات السمنة، مثل استخدام تقنيات المنظار ثلاثي الأبعاد وأجهزة التدبيس الذكية التي تعزز دقة النتائج.
ويمتاز منهجه الطبي بتركيزه على المريض ككل، وليس على الإجراء الجراحي فقط، إذ يضع خطة علاجية مصممة خصيصًا لكل حالة، تأخذ في الاعتبار نمط الحياة والعوامل الصحية والنفسية، لضمان تحقيق أفضل نتائج ممكنة ودائمة على المدى البعيد.
اقرأ أيضاً: ما هي أفضل عمليات التخسيس بدون جراحة؟

7- من هم الأشخاص المناسبون لإجراء جراحات السمنة؟
يُعتبر هذا السؤال أيضاً من ضمن أهم الأسئلة الشائعة عن عمليات السمنة حيث توجد مجموعة من الإرشادات الواضحة التي تحدد من هم المرشحون المناسبون لجراحات السمنة، وتشمل أن يكون المريض مصابًا بالسمنة المفرطة، أي أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديه يبلغ 40 أو أكثر. أو أن يكون مؤشر كتلة الجسم بين 35 و39 مع وجود حالة طبية واحدة أو أكثر مرتبطة بالسمنة، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو انقطاع التنفس أثناء النوم.
يُعد مؤشر كتلة الجسم مقياسًا معتمدًا لتحديد السمنة، ويتم حسابه بقسمة الوزن (بالكيلوجرام) على مربع الطول (بالمتر). ويمكن استخدام حاسبة إلكترونية لمعرفة قيمة مؤشر كتلة الجسم. لذلك، لكي تكون مؤهلًا لإجراء جراحة السمنة كشخص بالغ، يجب أن تنطبق عليك أحد المعايير التالية:
- مؤشر كتلة جسم يبلغ 40 أو أكثر.
- مؤشر كتلة جسم يبلغ 35 أو أكثر مع وجود مشكلة صحية ناتجة عن السمنة، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري من النوع الثاني.
- يمكن للمراهقين الخضوع لجراحة السمنة إذا كانوا قد وصلوا إلى طولهم النهائي وتجاوزوا سن البلوغ، وتتوفر لديهم أحد الشروط السابقة.
وقد لا تكون مرشحًا مناسبًا للجراحة إذا كنت تعاني من مشكلة في تعاطي المخدرات أو الكحول، أو اضطراب نفسي شديد، أو أحد اضطرابات السمنة التي يمكن علاجها دون تدخل جراحي.
8- ما الفحوصات المطلوبة قبل عملية السمنة؟
لتحقيق أفضل استعداد للمريض قبل العملية، يتم طلب إجراء مجموعة من الفحوصات التشخيصية التي يجب إتمامها خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر قبل الجراحة. تساعد هذه الفحوصات على ضمان تقديم أعلى مستوى من الرعاية الطبية، والغرض منها دائمًا هو دعم العلاج وليس منعه. وقد تتضمن الفحوصات:
- أشعة سينية للصدر.
- تخطيط كهربية القلب.
- تحليل صورة دم كاملة.
- تحليل Complete metabolic panel
- تحاليل وظائف الغدة الدرقية.
- تحليل دهون الدم.
- تحليل الحديد.
- تحليل حمض الفوليك والثيامين.
- تحليل HgbA1C.
وقد يتم طلب فحوصات إضافية حسب الحالة وهذا يحدده الطبيب بعض الفحص. كما يجب التوقف التام عن التدخين، واستخدام الكورتيزون، وأدوية تثبيط المناعة، لأن استخدامها قد يعرّض عملية التعافي للخطر.
9- كم يمكن أن أفقد من الوزن بعد عملية السمنة؟
تعتمد كمية الوزن التي ستفقدها على نوع الجراحة، ومدى التزامك بتغيير نمط حياتك، بالإضافة إلى عوامل أخرى. وقد أظهرت الدراسات أن أكثر من 90٪ من المرضى الذين خضعوا لجراحات السمنة تمكنوا من الحفاظ على فقدان طويل الأمد لما لا يقل عن 50٪ من وزنهم الزائد. وفي كثير من الحالات، يمكن للمرضى تعزيز فرص نجاحهم من خلال الالتزام بتعليمات الجراح وفريق الدعم بشأن كيفية اتباع تغييرات نمط الحياة المناسبة بعد العمل
والهدف في مركز الدكتور رامي حلمي هو مساعدة المرضى على خسارة ما بين 60٪ و 100٪ من الوزن الزائد، وكما ذكرنا يعتمد الوزن النهائي للهدف الذي تصل إليه على العديد من العوامل بما في ذلك البنية ، تكوين الجسم والجنس والعمر. يعتمد ذلك أيضًا على مدى نجاح المريض في تغيير سلوكياته الغذائية ونمط حياته ومستويات نشاطه البدني بعد الجراحة.
10- هل يمكن استعادة الوزن بعد عمليات السمنة؟
في حالة التزلم المريض بالتعليمات والمتابعة الدورية مع الطبيب واتباع التعليمات وتغيير أسلوب الحياة والاعتماد على نظام صحي غذائي يقل احتمال عودة الوزن المفقود بنسبة كبيرة جداً، كما يمكن أن تزيد كمية الوزن المفقود طوال التزام المريض بالتعليمات. أما في حالة عدم الالتزام بالتعليمات واتباع نفس العادات السيئة والضارة التي تسببت في حدوث السمنة في المقام الأول، فيمكن أن يعود الوزن مرة أخرى.