عملية استئصال الزائدة هي إجراء جراحي شائع يتم لإزالة الزائدة الدودية عند التهابها. وتُعتبر هذه العملية من الإجراءات الطبية الروتينية، ولكنها قد تكون ضرورية لإنقاذ الحياة في حالات التهاب الزائدة الحاد. وفي هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاج لمعرفته عن عملية استئصال الزائدة، بدءًا من أسباب إجرائها وحتى مرحلة التعافي بعد العملية، مع تفاصيل دقيقة حول كيفية الاستعداد للعملية، خطواتها، وما يمكن توقعه بعد الانتهاء منها.
ما هي عملية استئصال الزائدة؟ ولماذا يتم إجراؤها؟
الزائدة الدودية هي جزء صغير يشبه الأنبوب متصل بالأمعاء الغليظة، وعلى الرغم من أن وظيفتها غير معروفة بالكامل، إلا أن التهابها يمكن أن يؤدي إلى حالة طبية طارئة تُعرف بالتهاب الزائدة الدودية. ويحدث هذا الالتهاب عادةً بسبب انسداد في فتحة الزائدة، مما يؤدي إلى تراكم البكتيريا والتهاب الزائدة. وإذا لم يتم علاجها بسرعة، قد تنفجر الزائدة، مما يتسبب في انتشار العدوى في البطن ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الصفاق (التهاب الغشاء البريتوني).
ويتم إجراء عملية استئصال الزائدة عادةً عند ظهور أعراض مثل ألم حاد في الجانب الأيمن السفلي من البطن، وغثيان، وقيء، وحمى، وفقدان الشهية. إذا تم تشخيص التهاب الزائدة الدودية، فإن الاستئصال هو العلاج الوحيد الفعال.
هل عملية الزائدة خطيرة؟
تُعتبر عملية استئصال الزائدة آمنة بشكل عام، خاصةً عندما يتم إجراؤها في الوقت المناسب. ومع التقدم في التقنيات الجراحية، أصبحت هذه العملية تتم بشكل أقل تدخلاً وفترة التعافي أصبحت أسرع وأقصر. ومع ذلك، وكما هو الحال مع أي إجراء جراحي، هناك بعض المخاطر المحتملة، مثل العدوى أو النزيف أو تلف الأعضاء المجاورة. ومع ذلك، فإن الفوائد تفوق المخاطر في معظم الحالات، خاصةً عندما يتم تأكيد التشخيص بالتهاب الزائدة الدودية.
تفاصيل عملية الزائدة
إليكم أهم ما يجب معرفته من تفاصيل متعلقة بتلك العملية، بداية من استعدادت ما قبل العملية، والخطوات التي تتم أثناء العملية والتحضير، وأيضاً أهم النقاط الخاصة بفترة ما بعد إجراء العملية:
ما قبل عملية استئصال الزائدة
قبل العملية يمر المريض بمرحلة تشخيص دقيقة، فيتم تشخيص التهاب الزائدة الدودية من خلال الفحص السريري، حيث يتحقق الطبيب من وجود ألم في منطقة أو نقطة ماكبيرني (النقطة بين السرة وعظم الحوض الأيمن). كما يتم إجراء تحاليل دم للكشف عن علامات الالتهاب، مثل ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء. وأيضاً يتم استخدام التصوير بالأشعة مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) لتأكيد التشخيص وتقييم حالة الزائدة.
وعند التحضير للعملية سيطلب منك الطبيب الصيام لمدة 6-8 ساعات قبل الجراحة لتجنب أي مضاعفات مرتبطة بالتخدير. وقد يتم إعطاؤك مضادات حيوية عن طريق الوريد لتقليل خطر العدوى قبل الجراحة. وإذا كنت تتناول أي أدوية، أخبر طبيبك عنها، فقد تحتاج إلى التوقف عن تناول بعضها قبل الجراحة.
وجدير بالذكر أنه يتم إجراء العملية تحت التخدير العام، مما يعني أنك ستكون نائمًا ولا تشعر بأي ألم أثناء الجراحة. وسيقوم طبيب التخدير بمراجعة تاريخك الطبي والتأكد من أنك جاهز للتخدير.
أثناء عملية استئصال الزائدة
يمكن أن تتم عملية الزائدة بعدة طرق وفقاً لحدة الحالة والحالة الصحية، وتتضمن أشهر الطرق المستخدمة ما يلي:
عملية الزائدة بالمنظار:
تُعتبر هذه الطريقة هي الطريقة الأكثر شيوعًا وخلال تلك الطريقة يتم عمل شقوق صغيرة في البطن (عادةً 3 شقوق) لإدخال كاميرا صغيرة وأدوات جراحية، ثم يتم نفخ البطن بغاز ثاني أكسيد الكربون لتوفير مساحة أكبر للرؤية والحركة.
ويتم فصل الزائدة الدودية عن الأمعاء وإزالتها من خلال أحد الشقوق. وبعد هذا يتم تنظيف المنطقة للتأكد من عدم وجود أي علامات للعدوى أو النزيف. وفي الختام يتم إغلاق الشقوق بغرز صغيرة أو لاصق جراحي.
عملية الزائدة بالجراحة المفتوحة:
ويتم استخدام تلك الطريقة في الحالات الأكثر تعقيدًا، حيث يقوم الجراح بعمل شق أكبر في الجانب الأيمن السفلي من البطن للوصول إلى الزائدة. ومن خلال هذه الشق يتم إزالة الزائدة يدويًا وتنظيف المنطقة إذا كانت قد انفجرت. وفي الختام يتم إغلاق الشق بغرز جراحية.
ما بعد عملية الزائدة
بعد العملية تبدأ مرحلتي التعافي والمتابع وتبدأ تلك المراحل بالمتابعة في المستشفى، فبعد الجراحة، يتم نقل المري إلى غرفة الإنعاش حيث يستيقظ من التخدير. وقد يحتاج الشخص إلى البقاء في المستشفى لمدة 1-2 أيام بعد الجراحة بالمنظار، أو 3-4 أيام بعد الجراحة المفتوحة. وسيتم إعطاء المريض مسكنات للألم ومضادات حيوية لتجنب العدوى.
وعند الذهاب للمنزل تبدأ مرحلة التعافي المنزلي حيث يجب الراحة وتجنب الأنشطة الشاقة لمدة 2-4 أسابيع بعد الجراحة. كما يجب العناية بالجرح والحفاظ على نظافة الجرح وجفافه، ومع ضرورة اتباع تعليمات الطبيب لتغيير الضمادات.
أما عن التغذية فيجب البدء بتناول الأطعمة الخفيفة مثل الشوربة والخضار المسلوقة، وتجنب الأطعمة الدسمة أو الحارة في الأيام الأولى. وينصح بالحركة الخفيفة فيمكن محاولة المشي لمسافات قصيرة لتحسين الدورة الدموية ومنع تجلط الدم.
وقد يتساءل البعض ايهما أفضل عملية الزائدة بالمنظار أم بالجراحة؟ وإجابة هذا السؤال يحددها الطبيب وفقاً لحالة المريض الصحية وشدة الحالة.
اقرأ أيضاً: أنواع فتق جدار البطن والجراحة والمنظار في علاجهم
مدة عملية الزائدة
تستغرق عملية استئصال الزائدة عادةً ما بين 30 دقيقة إلى ساعة، اعتمادًا على طريقة الإجراء (منظار أو جراحة مفتوحة) وحالة المريض. ومع ذلك، قد تستغرق فترة التعافي بضعة أيام إلى أسبوعين، حسب نوع الجراحة وصحة المريض العامة.
ما هي مضاعفات عملية استئصال الزائدة؟
على الرغم من أن عملية استئصال الزائدة آمنة بشكل عام، إلا أنه يجب الانتباه لبعض المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تحدث، والتي يجب الرجوع للطبيب على الفور في حالة ظهورها، وقد تتضمن تلك المضاعفات ما يلي:
- العدوى فقد تحدث عدوى في موقع الجرح أو داخل البطن.
- النزيف فقد يحدث نزيف أثناء أو بعد الجراحة.
وفي حالات نادرة للغاية قد تحدث مضاعفات أكثر خطورة مثل تلف الأعضاء المجاورة والقريبة من الزائدة أثناء الجراحة وأيضاً التهاب الصفاق، فإذا انفجرت الزائدة قبل الجراحة، قد ينتشر الالتهاب في البطن.
وفي الختام وبعد معرفة أهم المعلومات عن عملية استئصال الزائدة وأسباب القيام بها وما يتم قبل وأثناء وبعد العملية، ننصح دائماً بضرورة الرجوع للطبيب في حالة ظهور أي أعراض تُشير إلى مشكلة في منطقة الزائدة وعدم الانتظار حتى لا يتفاقم الأمر وتحدث مضاعفات خطيرة، ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية.