مع زيادة معدلات السمنة وزيادة المضاعفات الصحية الخطيرة المرتبطة بالسمنة، أصبح البحث عن حلول فعالة لفقدان الوزن ضرورة لا رفاهية. وبينما تُعد الحمية الغذائية وممارسة الرياضة خيارات تقليدية، فإن جراحات السمنة أو ما يُعرف بعمليات التخسيس باتت خيارًا مثاليًا للكثيرين الذين قاموا بتجربة طرق أخرى ولم تكن ناجحة.
لكن يبقى السؤال الأهم ما هي انواع عمليات التخسيس؟ وأيها الأفضل؟ بداية من التكميم إلى تحويل المسار، ومرورًا بعمليات التخسيس الأخرى، تختلف الأهداف والتقنيات، ويختلف معها التأثير على الصحة ونمط الحياة. في هذا المقال، نستعرض أبرز انواع عمليات التخسيس أو جراحات إنقاص الوزن، ونسلط الضوء على مميزات كل منها وعيوبها، لمساعدتك على اختيار الطريق الأمثل نحو حياة صحية ووزن مثالي، فاحرص على المتابعة.
ما هي عمليات التخسيس؟
تُعد عملية تحويل المسار أو تكميم المعدة أو الساسي وأنواع أخرى من جراحات إنقاص الوزن، والتي تُعرف أيضًا بجراحات السمنة، إجراءات تهدف إلى إحداث تغييرات في الجهاز الهضمي لمساعدتك على فقدان الوزن.
تُجرى جراحات السمنة عندما تفشل الحمية الغذائية والتمارين الرياضية في تحقيق نتائج، أو في حال وجود مشاكل صحية خطيرة ناجمة عن الوزن الزائد. وبعض الإجراءات تهدف إلى تقليل كمية الطعام التي يمكنك تناولها، بينما تعمل إجراءات أخرى على تقليل قدرة الجسم على امتصاص الدهون والسعرات الحرارية. وهناك بعض العمليات التي تجمع بين الطريقتين.
وعلى الرغم من أن جراحات السمنة تُقدم العديد من الفوائد، فإنها تُعد عمليات جراحية كبرى وقد تُسبب مخاطر وآثارًا جانبية. كما أنك بحاجة إلى إجراء تغييرات دائمة في نمط حياتك الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لضمان نجاح العملية على المدى الطويل.
لماذا تتم جراحات السمنة؟
تُجرى جراحات السمنة لمساعدتك على فقدان الوزن الزائد وتقليل خطر الإصابة بمشاكل صحية مرتبطة بالسمنة قد تكون مهددة للحياة، ومن أبرزها:
- أنواع معيّنة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وبطانة الرحم والبروستاتا.
- أمراض القلب والسكتات الدماغية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي أو التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
- توقف التنفس أثناء النوم.مرض السكري من النوع الثاني.
وغالبًا ما تُجرى جراحة السمنة بعد فشل محاولات إنقاص الوزن من خلال تحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
من المؤهل للخضوع لعمليات التخسيس؟
بشكل عام، قد تكون مرشحًا لجراحة إنقاص الوزن إذا:
- كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديك 40 أو أكثر، وهو ما يُعرف بالسمنة المفرطة الشديدة.
- إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك بين 35 و39.9، أي في نطاق السمنة، وتُعاني من مشكلة صحية خطيرة مرتبطة بالوزن، مثل السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم، أو توقف التنفس أثناء النوم الحاد.
- في بعض الحالات، قد تكون مؤهلاً لبعض أنواع جراحات السمنة إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك بين 30 و34، بشرط وجود مشاكل صحية خطيرة ناتجة عن الوزن الزائد.
ومع ذلك، فإن جراحة السمنة ليست مناسبة لكل من يعاني من السمنة. فقد تحتاج إلى استيفاء معايير طبية محددة لتكون مؤهلاً للجراحة. ومن المرجّح أن تمر بسلسلة من الفحوصات الدقيقة لتحديد أهليتك. كما يجب أن تكون مستعدًا لإجراء تغييرات دائمة في نمط حياتك لتعيش حياة صحية بعد العملية.
اقرأ أيضاً: من هو أفضل دكتور جراحة سمنة في مصر؟
انواع عمليات التخسيس
تتضمن أشهر انواع عمليات التخسيس ما يلي:
تكميم المعدة:
عملية تكميم المعدة أو Gastric sleeve surgery يتم فيها استئصال حوالي 80٪ من المعدة، ويأخذ الجزء المتبقي شكل وحجم ثمرة الموز تقريبًا. ويتم أولًا فصل المعدة عن الأعضاء المحيطة بها، ثم تُستخدم الدباسات الجراحية لاستئصال 80٪ من المعدة، مما يجعل حجمها أصغر بكثير.
والمعدة الجديدة تستوعب كمية أقل من الطعام والسوائل، مما يُساعد على تقليل كمية الطعام والسعرات الحرارية التي يتم استهلاكها. كما أن إزالة الجزء المسؤول عن إفراز الجزء الأكبر من هرمون الجوع يمنح الجراحة تأثيرًا على عملية التمثيل الغذائي.
وتؤدي هذه التغيرات إلى تقليل الشعور بالجوع، وزيادة الشعور بالشبع، ومساعدة الجسم على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه، إلى جانب تحسين التحكم في مستوى السكر في الدم. وتُعتبر هذه العملية آمنة مقارنة بالعمليات التي تتضمن تدخلًا في الأمعاء الدقيقة، والتي قد تُسبب مضاعفات أكبر.
وعملية تكميم المعدة هي عملية بسيطة من الناحية التقنية، وتستغرق وقتًا أقصر، ويمكن إجراؤها لبعض المرضى الذين لديهم أمراض طبية عالية الخطورة. وقد تُجرى كخطوة أولى للأشخاص الذين يُعانون من سمنة مفرطة شديدة. وتساعد في تحقيق فقدان فعال للوزن وتحسن كبير في الأمراض المرتبطة بالسمنة.
تحويل مسار المعدة:
عملية تحويل المسار إجراء جراحي يُستخدم منذ أكثر من 50 عامًا، وقد تم تطوير أسلوبه باستخدام المنظار منذ عام 1993. ويُعد من أكثر العمليات شيوعًا وفعالية في علاج السمنة والأمراض المرتبطة بها. وتعرف أيضاً باسم “Roux-en-Y” وهو مصطلح فرنسي يُشير إلى الشكل الذي تأخذه التوصيلات المعوية أثناء العملية، والذي يُشبه حرف Y.
ويتم تقسيم المعدة إلى جزء علوي صغير (جيب) بحجم يقارب حجم بيضة. أما الجزء الأكبر من المعدة فيتم تجاوزه (Bypassed) ولا يعود يشارك في تخزين أو هضم الطعام. ثم تُقسّم الأمعاء الدقيقة ويتم توصيلها بالجيب المعدي الجديد، بحيث يمر الطعام مباشرة من الجيب إلى هذا الجزء من الأمعاء.
والجزء الذي يُفرغ المعدة المتبقية (الجزء المُتجاوز من المعدة) يتم وصله بالأمعاء الدقيقة على بُعد حوالي 3 إلى 4 أقدام، مما يُنتج توصيلة على شكل حرف Y. وفي النهاية، تختلط أحماض المعدة والإنزيمات الهاضمة الخارجة من الجزء المُتجاوز من المعدة والأمعاء مع الطعام في نقطة لاحقة من الجهاز الهضمي.
كما هو الحال في العديد من جراحات السمنة، فإن الجيب المعدي الجديد أصغر حجمًا ويستوعب كمية أقل من الطعام، مما يُقلل من السعرات الحرارية المُستهلكة. وإضافة إلى ذلك، فإن الطعام لا يمر عبر الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تقليل الامتصاص.
الأهم من ذلك، أن تغيير مسار الطعام داخل الجهاز الهضمي يُحدث تأثيرًا كبيرًا على هرمونات الجوع والشبع، مما يؤدي إلى تقليل الشهية، وزيادة الشعور بالامتلاء، ومساعدة الجسم على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه.
ومن مميزات هذه العملية فقدان موثوق ومستمر للوزن على المدى الطويل وأيضاً فعّالة في تحقيق تحسّن أو شفاء للأمراض المرتبطة بالسمنة.. كما أنها تقنية جراحية محسّنة تُنفّذ وفق خطوات مدروسة بدقة.
ربط المعدة Adjustable Gastric Band
الحلقة القابلة للتعديل حول المعدة هي جهاز مصنوع من السيليكون، يتم وضعه حول الجزء العلوي من المعدة للحد من كمية الطعام التي يمكن أن يتناولها الشخص. وهذه التقنية متوفرة منذ عام 2001. ومع ذلك، فإن تأثيرها على الأمراض المرتبطة بالسمنة وفقدان الوزن على المدى الطويل أقل فعالية مقارنة بالإجراءات الجراحية الأخرى، ولهذا السبب قلّ استخدامها بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير.
ويتم وضع هذا الجهاز وتثبيته حول الجزء العلوي من المعدة، مما يُكوّن جيبًا صغيرًا فوق الحلقة. ويعتمد الشعور بالامتلاء على حجم الفتحة بين الجيب العلوي وبقية المعدة. ويمكن تعديل حجم هذه الفتحة من خلال حقن سائل في منفذ (port) موضوع تحت الجلد، مما يُمكّن الأطباء من تضييق أو توسيع الفتحة حسب الحاجة.
ويمر الطعام عبر المعدة بشكل طبيعي، لكنه يُقيَّد بسبب الفتحة الصغيرة التي تُشكلها الحلقة. ويُعتبر هذا الإجراء أقل فعالية في مواجهة السكري من النوع الثاني، كما أن تأثيره على التمثيل الغذائي محدود.
عملية الساسي
تُعد عملية الساسي (SASI) إحدى أحدث تقنيات جراحات السمنة التي تدمج بين مميزات عمليتي تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة في إجراء واحد، وتُعرف كذلك بعملية “التقسيم الثنائي”. تهدف هذه العملية إلى خفض الوزن الزائد من خلال تقليل حجم المعدة بنسبة تقارب 75%، وتجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة، مما يقلل من امتصاص السكريات والدهون بشكل فعال.
يتم إجراء العملية باستخدام المنظار، حيث تُربط المعدة مباشرة بالجزء السفلي من الأمعاء دون فصل كامل للمعدة، وهو ما يميزها عن غيرها من العمليات. وتُناسب هذه الجراحة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، أو من مشكلات صحية ناتجة عن الوزن الزائد، خاصة عند فشل الوسائل التقليدية في تحقيق نتائج.
ما يجعل الساسي مميزة هو قدرتها على خفض الوزن بفعالية، مع الحفاظ على امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الأساسية، مما يقلل من خطر النقص الغذائي. كما أثبتت كفاءتها في السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، وتحسين مستويات الكوليسترول، وتقليل فرص الارتجاع، والتقليل من خطر حدوث الفتق أو التسريب مقارنة ببعض العمليات الأخرى. وعلى الرغم من كونها آمنة إلى حد كبير، إلا أنها تظل جراحة تتطلب خبرة عالية ودقة في التنفيذ، ما يجعل اختيار الطبيب عاملاً حاسمًا في نجاحها.
بالون المعدة
يُعد وضع البالون داخل المعدة إجراءً لإنقاص الوزن يتم من خلال وضع بالون من السيليكون مملوء بمحلول ملحي داخل المعدة. ويساعد هذا الإجراء على فقدان الوزن من خلال تقليل كمية الطعام التي يمكنك تناولها ومنحك شعورًا بالشبع بشكل أسرع. ويُعتبر هذا الإجراء مؤقتًا ولا يتطلب تدخّلًا جراحيًا.
وقد يكون خيار البالون المعدي مناسبًا لك إذا كنت تعاني من مشكلات تتعلق بالوزن، ولم تنجح الحمية الغذائية والتمارين الرياضية في تحقيق النتائج المطلوبة. وكما هو الحال مع إجراءات التخسيس الأخرى، فإن استخدام البالون المعدي يتطلب التزامًا بأسلوب حياة صحي. يجب إجراء تغييرات دائمة في النظام الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام لضمان نجاح الإجراء على المدى الطويل.
يساهم وضع البالون داخل المعدة في فقدان الوزن، مما يؤدي بدوره إلى تقليل خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مرتبطة بالسمنة. ويُجرى استخدام بالون المعدة، وغيره من الإجراءات والعمليات الجراحية الخاصة بإنقاص الوزن، عادة بعد فشل محاولات فقدان الوزن من خلال النظام الغذائي والرياضة.
وخلال الإجراء يتم إدخال أنبوب رفيع يُسمّى القسطرة عبر الحلق إلى داخل المعدة، ويكون البالون موجودًا داخل القسطرة. وبعد ذلك، يقوم الطبيب بإدخال الطبيب منظارًا داخليًا وهو أنبوب مرن مزود بكاميرا عبر الحلق إلى المعدة، وتُتيح الكاميرا للطبيب رؤية البالون أثناء ملئه بالمحلول الملحي. ويستغرق الإجراء حوالي نصف ساعة، ويمكنك مغادرة المركز خلال ساعة إلى ساعتين بعد الانتهاء من العملية.
افضل انواع عمليات التخسيس
العملية الجراحية المثالية لإنقاص الوزن تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على حالته الصحية ونوع جسمه. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعاني من سمنة مفرطة جدًا، أو إذا خضعت لجراحة سابقة في البطن، فقد لا تكون العمليات الأبسط مناسبة لك. لذلك من المهم أن تناقش مع طبيبك مزايا وعيوب كل إجراء جراحي.
ويعتمد اختيار أفضل نوع من انواع عمليات التخسيس على عدة عوامل، منها الوزن الحالي، الحالة الصحية، وجود أمراض مزمنة مثل السكري أو الضغط، التاريخ الجراحي، ومدى استعداد المريض لتغيير نمط حيات وإن أمكن، يُفضل التوجه إلى مركز طبي متخصص في جراحات السمنة، حيث تقل احتمالية حدوث مضاعفات عندما تُجرى العملية على يد متخصصين ذوي خبرة. واحرص دائمًا على أن يكون الجراح الذي يُجري لك العملية لديه خبرة واسعة في نفس نوع الجراحة التي تحتاجها.