الفرق بين تكميم المعدة وتدبيس المعدة

ما هو تدبيس المعدة؟ وما الفرق بين تكميم المعدة وتدبيس المعدة؟ وكيف تكون مرحلة التعافي بعد عملية تدبيس المعدة؟ وهل هناك مخاطر خاصة يجب الانتباه لها؟ لنتعرف سوياً على إجابات كل تلك الأسئلة بالتفصيل من خلال الفقرات التالية.

ما هو تدبيس المعدة؟

تدبيس المعدة هو إجراء جراحي يمكن أن يساعدك على فقدان الوزن عندما لا تنجح الحمية الغذائية، والرياضة، والأدوية. ويُعد واحدًا من أقدم أنواع جراحات السمنة (إنقاص الوزن). وعلى الرغم من أنه كان إجراءً شائعًا منذ 20 عامًا، إلا أنه نادرًا ما يُجرى اليوم، حيث  تم استبداله بعمليات السمنة الأكثر تقدمًا وفعالية. فهذه الجراحات الحديثة تعمل بشكل أفضل ولها مضاعفات أقل.

ويُطلق أحيانًا على تدبيس المعدة اسم رأب المعدة بحلقة رأسية (Vertical Banded Gastroplasty)، ورأب المعدة هو إجراء جراحي يهدف إلى تقليل حجم المعدة. وخلال عملية تدبيس المعدة، يقوم الجراح بإنشاء جيب صغير من المعدة ويعزله عن باقي المعدة باستخدام دبابيس جراحية.

ويُترك فتحة صغيرة بحجم عملة معدنية تقريبًا بين الجزأين (الجيب وبقية المعدة) بحيث يمكن للطعام أن ينتقل من الجيب إلى الجزء الأكبر من المعدة. وفي الإجراء الأصلي لتدبيس المعدة، كان يتم استخدام الدبابيس فقط لإنشاء الجيب. ثم جرى تطوير تقنية VBG لاحقًا.

وفي تقنية VBG، تُستخدم حلقة إلى جانب الدبابيس للفصل بين الجيب وبقية المعدة، مما يجعل العزل أقوى وأكثر ديمومة. وبما أن الجيب الجديد يمكنه استيعاب من ما يقرب من 60 55 جرام فقط من الطعام، فإن المريض يشعر بالامتلاء بسرعة ويتناول كميات أقل من المعتاد، مما يؤدي إلى تقليل السعرات الحرارية المتناولة وبالتالي فقدان الوزن. وبما أن الجيب يتم إنشاؤه باستخدام الدبابيس فقط من دون إزالة أي جزء من المعدة، فإن عملية تدبيس المعدة يمكن عكسها عن طريق إزالة الدبابيس.

هل تدبيس المعدة عملية فعالة؟

مع تدبيس المعدة، يبلغ متوسط فقدان الوزن بعد عام واحد من العملية حوالي 50% من الوزن الزائد. وبالمقارنة، فإن فقدان الوزن الناتج عن جراحات السمنة الأحدث يمكن أن يقترب من 80% من الوزن الزائد. وهذا أحد الأسباب التي جعلت تدبيس المعدة يُستبدل بعمليات سمنة أحدث وأكثر فعالية.

وبعد فقدان الوزن الناتج عن تدبيس المعدة، قد يواجه المريض صعوبة في الحفاظ على الوزن المفقود، لأن الجيب المعدي والفتحة الصغيرة بينه وبين باقي المعدة يمكن أن يتسعا مع مرور الوقت، خاصة عند الإفراط في تناول الطعام. وهذا يعني أن المريض قد يتمكن من تناول المزيد من الطعام قبل الشعور بالامتلاء، مما قد يؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن مرة أخرى.

 

الفرق بين تكميم المعدة وتدبيس المعدة

كما ذكرنا سابقاً تدبيس المعدة هو أحد أقدم جراحات السمنة، كان شائعًا منذ أكثر من 20 عامًا لكنه لم يعد يُجرى اليوم إلا نادرًا، بعد أن حلّت محله عمليات أكثر تطورًا وفعالية مثل التكميم وتحويل المسار.

ويعتمد التدبيس على إنشاء جيب صغير في المعدة باستخدام دبابيس جراحية، وأحيانًا حلقة إضافية (تقنية VBG)، مما يحد من كمية الطعام التي يمكن تناولها ويمنح شعورًا سريعًا بالشبع. يتميز بأنه إجراء قابل للعكس لأنه لا يتضمن استئصال جزء من المعدة.

ومن حيث النتائج، يساعد تدبيس المعدة على فقدان حوالي 50% من الوزن الزائد خلال عام، لكن نتائجه أقل من العمليات الحديثة التي قد تصل فعاليتها إلى 80%. كما أن الحفاظ على الوزن المفقود صعب على المدى الطويل، لأن الجيب المعدي قد يتمدد مع الوقت خاصة عند الإفراط في الطعام، مما يؤدي لاحقًا إلى استعادة الوزن.

أما تكميم المعدة مثل تدبيس المعدة، تعمل جراحة التكميم على إنقاص الوزن من خلال تقييد كمية الطعام التي يمكن تناولها في كل مرة، ومع تقليل السعرات الحرارية الداخلة للجسم، يحدث فقدان الوزن. وخلال عملية التكميم، يقوم الجراح بإزالة معظم المعدة ويُنشئ جيبًا معديًا عن طريق خياطة حواف الجزء المتبقي معًا.

ويكون هذا الجيب الجديد على شكل أنبوب يشبه ثمرة الموز ويُسمى “Sleeve”، ويحتوي على كمية محدودة من الطعام، مما يؤدي إلى الشعور بالشبع بسرعة وتناول طعام أقل وبالتالي فقدان الوزن. وعلى عكس تدبيس المعدة، فإن عملية التكميم دائمة ولا يمكن التراجع عنها.

التعافي من تدبيس المعدة

معظم جراحات السمنة اليوم تُجرى بالمنظار باعتبارها إجراءات طفيفة التوغل، حيث يتم عمل عدة شقوق صغيرة في البطن بدلًا من الشق الكبير المطلوب في الجراحة المفتوحة، وهو ما يسرّع من عملية التعافي.

وبعد إجراء تدبيس المعدة، يقضي المرضى عادة من يوم إلى 3 أيام في المستشفى، ثم يُنصحون بالراحة وتقليل الأنشطة اليومية عند العودة إلى المنزل. وقد يستغرق الأمر من 1 إلى 3 أسابيع للعودة إلى العمل.

وبعد حوالي شهر من العملية، يمكن للمريض أن يبدأ تدريجيًا برنامجًا رياضيًا يساعد على تعزيز فقدان الوزن. وفي الأسابيع الأولى، يشعر أغلب المرضى بالتعب وانخفاض مستوى الطاقة خلال أول أسبوعين بعد العملية، ويُعزى ذلك إلى النظام الغذائي السائل منخفض السعرات المطلوب في هذه المرحلة. لكن الحالة تتحسن تدريجيًا بمجرد إدخال الأطعمة اللينة إلى النظام الغذائي. ويستغرق التعافي الكامل من عملية تدبيس المعدة حوالي 6 أسابيع، حيث يمكن للمريض العودة إلى روتينه اليومي الطبيعي، وغالبًا ما يكون قد فقد بالفعل جزءًا ملحوظًا من وزنه خلال هذه الفترة.

النظام الغذائي بعد تدبيس المعدة

عادةً ما يوصي الأطباء بالبدء في اتباع نظام غذائي صحي منخفض السعرات قبل عدة أشهر من عملية تدبيس المعدة، وذلك لسببين رئيسيين:

  • التأقلم على النظام الصحي الجديد الذي يجب الالتزام به بعد العملية.
  • المساعدة على فقدان بعض الوزن مسبقًا، مما يقلل من خطر حدوث مضاعفات أثناء العملية أو بعدها.

وبعد إجراء العملية، يتم إدخال الأطعمة تدريجيًا إلى النظام الغذائي حتى يتمكن المريض من تناول الطعام الصحي العادي. ويكون التدرج عادة كما يلي:

  • يوم العملية: يمكن تناول رشفات صغيرة من الماء بعد زوال تأثير التخدير.
  • اليوم التالي للعملية: يسمح بتناول كميات قليلة من السوائل الصافية مثل مرق الدجاج الشفاف، عصير العنب الأبيض، أو عصير التفاح.
  • من اليوم الثاني وحتى اليوم 14: يمكن إدخال السوائل الكثيفة مثل الزبادي، الحليب، البودينغ، ومخفوقات البروتين.
  • خلال الأسابيع 3 إلى 5 التالية: يعتمد النظام على الأطعمة المهروسة، ثم يتم التدرج ببطء إلى الأطعمة اللينة.
  • بعد مرور 5 أسابيع: يمكن البدء في إضافة كميات صغيرة من الطعام العادي تدريجيًا.

اقرأ أيضاً: نظام الأكل قبل وبعد عملية التكميم وأهم النصائح الواجب مراعاتها

مخاطر تدبيس المعدة

أي نوع من الجراحات يحمل معه احتمالية حدوث مضاعفات، ومن أبرزها:

  • النزيف (النزف الدموي).
  • تكوّن جلطة دموية في أوردة الساق (تجلط الأوردة العميقة).
  • جلطة دموية في الرئة (الانسداد الرئوي).
  • عدوى في مكان الشق الجراحي.
  • الالتهاب الرئوي.
  • اضطراب في ضربات القلب.

والأشخاص الذين يخضعون لجراحات السمنة يكونون أكثر عرضة لهذه المضاعفات بسبب زيادة الوزن والأمراض المصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. ويمكن أن تتضمن بعض المضاعفات الخاصة بتدبيس المعدة بشكل خاص ما يلي:

  • الارتجاع المعدي المريئي (GERD) وهو أكثر الآثار الجانبية شيوعًا، وقد يكون شديدًا في بعض الحالات لدرجة تستلزم إزالة بعض الدبابيس لتخفيف الأعراض.
  • تسرب السوائل من خط الدبابيس.
  • تفكك خط التدبيس.
  • نقص العناصر الغذائية بسبب سوء الامتصاص.
  • تضيق أو انسداد الفتحة بين جزأي المعدة (Stenosis).
  • تمدد الجيب المعدي وزيادة قدرته على استيعاب الطعام، مما قد يؤدي إلى فقدان فعالية العملية مع الوقت.

احجز موعد كشفك الآن

Contact Form

أكتب رأيك أو تعليقك علي المقالة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عيادات د / رامى حلمى

لجراحات السمنة المفرطة

اهلا وسهلا في موقع الدكتور رامى حلمي، يمكنك الضغط لبدء المحادثة مع الدعم الطبى.