التسريب بعد التكميم

يُعتبر التسريب من أشهر المضاعفات التي تؤرق المقبلين على عمليات السمنة وعلى الرغم من ندرة حدوث هذا النوع من المضاعفات الشديدة (أقل من حالة في الألف) إلا إنها تظل هاجساً قد يتسبب في تردد البعض عن القيام بعمليات السمنة خوفاً من حدوث التسريب، وندعوكم للاطمئنان حيث أن نسبة الأمان في مركز الدكتور رامي حلمي عالية للغاية. كما أعددنا لكم المقال التالي لتوضيح أبرز المعلومات عن التسريب بعد التكميم ولماذا يمكن أن يحدث وكيف يمكن أن يعرف المريض أنه يتعرض لهذه المشكلة وبعض طرق العلاج والوقاية ومعلومات أخرى عديدة هامة، فاحرصوا على المتابعة.

ما المقصود بالتسريب بعد التكميم؟

يحدث التسريب بعد التكميم عندما تتكون قرحة عميقة أو ثقب أو فتحة في أي مكان على طول خط التدبيس أثناء عملية تكميم المعدة، وهذا الثقب أو الفتحة تسمح لعصارة المعدة بالتسرب إلى تجويف البطن، مما قد يؤدي أحيانًا إلى إصابة الشخص بعدوى خطيرة أو حدوث تسمم. وتعتبر نسبة حدوث التسريب نادرة للغاية، أقل من حالة في الألف، لذلك فلا داعي للخوف منها.

وعن أسباب التسريب فان الأبحاث العلمية قسمت الأسباب الى ثلاثة أسباب:

  • 33% من الحالات تكون ناتجة عن خطأ من المريض أو عدم تطبيق التعليمات الطبية مثل تناول الطعام في الأسابيع الأولى أو شرب الكحوليات في الأسابيع الأولى، أو الاستمرار في التدخين قبل العملية أو بعدها.
  • 33% من الحالات تكون نتيجة خطأ فني أثناء الإجراء أو بسبب وجود عيب في الأدوات المستخدمة (وعادة ما يكون هذا السبب أقل الأسباب شيوعاً حيث يمكن اكتشافه باختبارات التسريب التي يقوم الجراح بعملها داخل العملية).
  • 33% أسباب أخرى تؤدي الى عدم التئام الجرح ويعتقد أن من تلك الأسباب مرض السكري الذي يؤثر على الالتئام أو الانيميا الشديدة أو وجود عمليات سابقة بالمعدة، مما يضعف الدورة الدموية للمعدة أو تناول أدوية تمنع التئام المعدة مثل الكورتيزون. أو الإسراف في المسكنات التي تُسبب ضعف الالتئام أو التقرح.

ويتم تصنيف التسريب بعد التكميم بشكل عام وفقًا لتوقيت ظهورها كالتالي:

  • التسريب المبكر: يمكن أن يظهر بين اليوم الأول والثالث بعد الجراحة.
  • التسريب المتوسط: يمكن أن يظهر بين اليوم الرابع والسابع بعد الجراحة.
  • التسريب المتأخر: يتطور خلال اليوم الثامن وحتى اليوم الحادي والعشرين بعد الجراحة.

كما يقوم جراح السمنة بتصنيف التسريبات وفقًا لموقعها أو سبب تطورها ومدى شدتها. وجدير بالذكر أن معظم حالات التسريت تحدث عادة في الفترة الأولى بعد العملية، ولكن في بعض الحالات النادرة يمكن أن يحدث تسريب بعد مرور شهر بعد العملية. ويتم أخذ كل تلك المعلومات بالاعتبار عند التعامل مع أي حالة حيث تختلف أعراض تلك الحالات عن بعضها وبالتالي قد تختلف طريقة العلاج.

ويجب هنا التنويه إلى أن الدكتور رامي حلمي يقوم بالعديد من الإجراءات الوقائية التي تمنع حدوث التسريب بعد التكميم حيث يقوم بالآتي:

  • استخدام أحدث الدباسات الأمريكية الحديثة وعدم إعادة استخدام الدباسات أكثر من مرة.
  • التحضير الجيد قبل أي عملية مما يقلل من نسبة المضاعفات.
  • الخبرة في ممارسة عمليات السمنة، حيث أجرى الدكتور رامي حلمي ما يقرب من 17 ألف حالة حتى يومنا هذا.
  • خياطة المعدة بعد التدبيس لتدعيم خط التدبيس، وهو إجراء روتيني لكل الحالات يقوم به الدكتور رامي حلمي.
  • تغليف المعدة بمنديل البطن وهي خطوة تزيد من نسبة الأمان.
  • عمل ثلاثة اختبارات للتسريب لكل الحالات بشكل روتيني داخل العملية.
  • عمل أشعة بالصبغة روتينية لكل الحالات في اليوم الرابع.

أسباب التسريب بعد التكميم

يحدث التسريب بعد التكميم عندما تنفصل الدبابيس المستخدمة أثناء التكميم أو عندما لا يلتئم الجسم بشكل صحيح وتام بعد جراحة السمنة. وتكمن خطورة التسريب في أن عصارة المعدة تحتوي على بكتيريا أو جزيئات طعام غير مهضومة، يمكن أن تتسبب في حدوث العديد من المشكلات الصحية عند خروجها من الجهاز الهضمي.

ويمكن أن يكون التسريب ناتجًا عن أسباب ميكانيكية تشمل سوء تشغيل أداة التدبيس المستخدمة أثناء العملية أو حدوث إصابة مباشرة في الأنسجة أثناء الجراحة، وعادةً ما تظهر هذه الأسباب في غضون يومين من العملية. في حين أن الأسباب الإقفارية تظهر عادةً بعد خمسة إلى ستة أيام من الجراحة.

وفي بعض الحالات قد يزداد خطر التسريب بعد التكميم في الحالات التي تعاني من نسبة شديدة من السمنة قبل العملية، كما أن وجود مشاكل صحية أخرى أو الخضوع لجراحات سابقة في البطن يمكن أن يزيدوا أيضاً من خطر حدوث المشكلة. وأيضاً تزداد نسبة التسريب وتكون أعلى قليلاً للمرضى الذين أجروا عمليات الإعادة أو التصحيح سابقاً.

أعراض تسريب المعدة بعد عملية التكميم

كما ذكرنا سابقاً بأن حدوث تسريب بعد عملية تكميم المعدة قد يؤدي لتسريب عصارة المعدة التي تحتوي على بكتيريا وجزئيات الطعام غير المهضوم إلى تجويف البطن، مما قد يؤدي إلى عدوى شديدة. وإذا لم يتم علاج هذه العدوى على الفور، فقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تصل للوفاة. وعلى الرغم من أن التسريب بعد التكميم يحدث في حالات نادرة، إلا أنه يعد من المضاعفات الخطيرة والمهددة للحياة في جراحات السمنة والتي يجب الانتباه لها ولأعراضها بشكل دقيق.

وتختلف أعراض التسريب من مريض لآخر، ويمكن أن تتشابه أعراض التسريب مع أعراض حالات صحية أخرى. لهذا السبب، من الضروري الحرص على المتابعة مع الطبيب بشكل دوري وإبلاغه بأي أعراض قد تشعر بها. وتشمل الأعراض الشائعة التي يجب الانتباه إليها ما يلي:

  • تسارع ضربات القلب
  • الدوخة.
  • ضيق التنفس.
  • الحمى.
  • ألم في البطن.
  • خروج السوائل من جرح العملية.
  • الغثيان والقيء.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • انخفاض كمية البول التي يتم  إخراجها.
  • ألم في الصدر الأيسر أو الكتف.
  • انتفاخ البطن.

والتسريب بعد التكميم صعب التشخيص لأنه لا يوجد اختبار طبي محدد له، لذا، يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني وقد يطلب اختبارات تصويرية مثل المنظار العلوي أو الأشعة السينية بالصبغة على الجهاز الهضمي العلوي أو الأشعة المقطعية (CT scan) مع الصبغة لجعل منطقة المعدة واضحة بشكل أكبر، حيث تُظهر الصور احتمال تسرب الصبغة من خلال الفتحة التي يحدث فيها التسريب. وإذا لم تكشف الفحوصات الجسدية والتصويرية عن أي شيء غير طبيعي، فقد يقرر الطبيب إجراء جراحة استكشافية للبحث عن التسريب المحتمل بنفسه.

علاج تسريب المعدة بعد التكميم

يُعتبر علاج التسريب المبكر أسهل بكثير من علاج التسريب المتأخر، لذلك، الحصول على المساعدة الطبية في أقرب وقت ممكن يمكن أن يكون الفرق بين نجاح جراحة التكميم أو فشلها. ويعتمد العلاج على سبب ونوع التسريب، وقد يشمل العلاج ما يلي:

  • المضادات الحيوية: تُستخدم لعلاج أو منع العدوى البكتيرية الناتجة عن التسريب.
  • الدعم الغذائي: يتم إعطاء السوائل والتغذية عبر الوريد أو عبر أنبوب في الأمعاء الدقيقة لمساعدة الجسم على الحصول على العناصر الغذائية اللازمة أثناء التئام التسريب.
  • الجراحة الطارئة: تُعد أسرع طريقة لعلاج التسريب المبكر، حيث يتم خلالها تنظيف العدوى وإغلاق الفتحة الموجودة في المعدة لمنع المزيد من التسرب. كما يمكن وضع دعامة لغلق القرحة أو كلبس صغير لغلقها.  وتختلف الخيارات الجراحية حسب مدة التسريب، ففي حالة التسريبات الحادة (أقل من 5 أيام) يكون الهدف الرئيسي هو تصريف السوائل المتسربة لمنع العدوى، وغالبًا ما يتم التعامل معها بالجراحة العاجلة. أما في حالة التسريبات المزمنة (أكثر من 4 أسابيع) فيمكن علاجها بدعامة داخلية فقط.

هل التسريب بعد التكميم خطير؟

في حالة عدم الانتباه للأعراض التي يمكن أن تظهر وتُشير لوجود مشكلة التسريب بعد التكميم، أو تجاهل أي أعراض قد تظهر وعدم علاجها قد يؤدي هذا لحدوث مضاعفات صحية خطيرة أبرزها:

  • إصابة الشخص بالناسور (فتحات كبيرة في الجهاز الهضمي) ويتطلب علاجه شهوراً.
  • الإصابة بعدوى يمكن أن يؤدي بدوره بالإصابة بما يُعرف بالإنتان أو صدمة إنتانية (تعفن الدم) الذي يؤثر بالسلب على جميع أجهزة الجسم.
  • فشل العديد من أجهزة وأعضاء الجسم.

لذا نؤكد على ضرورة التشخيص المبكر لسرعة العلاج وتجنب أي مشاكل صحية، حيث يحرص الجراح المتخصص على التشخيص المبكر وذلك عن طريق عمل أشعة بالصبغة بعد أسبوع من العملية، وهو إجراء وقائي يساعد على التشخيص المبكر وبالتالي يرفع من نسب الشفاء.

كيف تتجنب التسريب بعد التكميم؟

تقل نسبة حدوث التسريب بعد التكميم بزيادة خبرة ومهارة الجراح المعالج والأجهزة المستخدمة ومدى شمولية المركز الذي يتم فيه العملية، ولكن هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكن لأن يقوم بها المريض لتقليل خطر حدوث التسريب بعد التكميم، نذكر منها ما يلي:

  • الحصول على الراحة التامة بعد الجراحة، فخلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الجراحة، يجب التركيز على التعافي من خلال منح جسمك كل الراحة التي يحتاجها. فلا يجب حمل أشياء ثقيلة ويجب تجنب صعود ونزول السلالم بشكل متكرر.
  • التحضير الجيد قبل العملية لأن نسبة التسريب ترتفع في المرضى الذين يسرفون في تناول الطعام قبل العملية وتقل جداً في المرضى الذين يمارسون حمية غذائية قبل العملية وكذلك القيام بفترة سوائل من يومين الى ثلاثة أيام قبل العملية.
  • الالتزام بجميع التعليمات بعد الجراحة وتناول كل الأدوية التي يصفها الجراح مع الحرص الشديد على اتباع أي توصيات يقدمها لك.
  • اتباع النظام الغذائي بعد الجراحة بدقة، فيجب الالتزام بتناول السوائل فقط طوال المدة التي يحددها لك طبيبك، وتناول الأطعمة الصلبة في وقت مبكر جدًا قد يسبب مضاعفات في الجهاز الهضمي أثناء فترة التعافي.
  • إبلاغ الطبيب على الفور عن أي أعراض، فإذا كنت تعاني من الحمى، أو تسارع ضربات القلب، أو صعوبة في التنفس، أو قلق شديد، أو آلام في البطن، أو غثيان، أو قيء خلال الشهر الأول بعد الجراحة، فاتصل بطبيبك فورًا، ولا تنتظر حتى تزداد حدة الأعراض، فالتشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يمنعا حدوث أي مضاعفات خطيرة.
  • الحرص على حضور جميع مواعيد المتابعة بعد الجراحة، فلا تتجاهل أو تنسَ أي مواعيد متابعة، فالمراقبة الدورية أمر أساسي للوقاية من أي مخاطر أو مضاعفات بعد جراحة تكميم المعدة أو أي جراحة سمنة أخرى.
  • تجنب تناول أي أدوية لم يتم وصفها من قبل الطبيب وخاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) حيث يمكن لهذه الأدوية أن تُسبب قرحًا ومضاعفات أخرى بعد جراحات السمنة. وسيصف لك طبيبك أدوية مسكنة مناسبة بعد الجراحة، لذلك التزم تمامًا بما يخبرك به طبيبك.

وعلى الجانب الآخر يقوم الطبيب وفريقه الطبي باتخاذ بعض التدابير التي تزيد ضمان عدم حدوث أي مضاعفات صحية بعد عمليات السمنة ومنها التسريب بعد التكميم أهمها اختيار المرضى بعناية، فليس كل مريض مؤهلًا لجراحة السمنة. واختيار المريض لإجراء التكميم يعتمد على عدة عوامل مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI) وأي أمراض مصاحبة للسمنة. كما أن السجل الطبي السابق للمريض يلعب دورًا مهمًا، فاختيار المريض المناسب من البداية يساعد في تقليل مخاطر حدوث التسريب بعد الجراحة.

وأيضاً الفحوصات والمتابعة مع كل مريض الدورية والتأكد من أم كل مريض ملتزم بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب وحرضه على إجراء أي فحوصات أو تحاليل طبية  قد يطلبها الطبيب بعد الجراحة.

ويجمع مركز الدكتور رامي حلمي ما بين الخبرة والكفاءة اللازمان لتقليل فرص إصابة الشخص بأي مضاعفات، لذا إذا كنت تشعر بالقلق حول قرار إجراء عملية تكميم المعدة وخطر الإصابة بالتسريب بعد التكميم، فالتواصل مع مركز دكتور رامي هو أفضل قرار، فحرصه الشديد على سلامة المرضى تجعله الخيار الأول والأفضل في عالم جراحات السمنة وبشهادة العديد من المرضى. يمكنك التواصل مع المركز وحجز موعد مع الطبيب الآن ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية.

احجز موعد كشفك الآن

Contact Form

أكتب رأيك أو تعليقك علي المقالة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عيادات د / رامى حلمى

لجراحات السمنة المفرطة

اهلا وسهلا في موقع الدكتور رامى حلمي، يمكنك الضغط لبدء المحادثة مع الدعم الطبى.