السمنة المفرطة ليست مجرد زيادة في الوزن؛ بل هي حالة مرضية قد تؤثر بشكل جذري على صحة الإنسان وحياته. وتعد أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب والبعيد من القضايا الصحية التي تستوجب اهتمامًا خاصًا، حيث يمكن أن تتسبب في حدوث مشاكل تبدأ من صعوبة التنفس وتصل للأمراض المزمنة التي تهدد الحياة. وفي هذا المقال، نعرض لكم أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب والمدى البعيد وتأثيرها على الصحة الجسدية والنفسية وبعض النصائح للوقاية، فاحرصوا على المتابعة.
سبب السمنة المفرطة
قبل التعرف على أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب أو البعيد، لنتحدث أولاً عن أسباب حدوث المشكلة، فالسمنة المفرطة تُعتبر من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا حالياً، وتحدث نتيجة تداخل العديد من العوامل التي تشمل أسلوب الحياة، والعوامل الجينية، والنفسية.
ويُعتبر تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الوجبات السريعة والحلويات والمشروبات الغازية، مع قلة النشاط البدني من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى السمنة المفرطة. وأسلوب الحياة الثابت، والذي يعتمد على الجلوس لفترات طويلة دون حركة، يساهم في تقليل حرق السعرات الحرارية.
وإضافة إلى ذلك، فإن العوامل الوراثية أيضاً تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى قابلية الشخص لاكتساب الوزن الزائد، حيث أن بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي لتخزين الدهون بسهولة أكبر.
والضغوط النفسية أيضًا تؤثر بشكل كبير؛ فعندما يكون الشخص تحت ضغط أو توتر، قد يلجأ إلى الطعام كوسيلة للتخفيف عن نفسه، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. وأيضاً بعض الأمراض مثل اضطرابات الغدة الدرقية، ومقاومة الإنسولين، ومتلازمة تكيس المبايض تؤدي إلى بطء عملية الأيض وزيادة تراكم الدهون في الجسم مما يؤدي لحدوث السمنة.
وجدير بالذكر أيضاً أنه مع انتشار التكنولوجيا الحديثة واعتماد أساليب الحياة الرقمية، أصبحت السمنة المفرطة أكثر انتشارًا بسبب قلة الحركة واعتماد الأشخاص على الأنشطة الرقمية بدلًا من الأنشطة البدنية، فالجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات مع تناول وجبات عالية السعرات يؤدي إلى زيادة تراكم الدهون مسبباً السمنة.
اقرأ أيضاً: أعراض تُشير لإصابتك بالسمنة
السمنه المفرطة تبدأ من وزن كم؟
السمنة المفرطة تُحدد باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو مقياس يعتمد على الوزن والطول. إذا كان مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر، فإن الشخص يُصنف بأنه يعاني من سمنة مفرطة. يُعتبر هذا الرقم مؤشرًا واضحًا على وجود مشكلة صحية خطيرة، حيث يعني أن الوزن الزائد يشكل عبئًا على الجسم بأكمله. في بعض الحالات، يُعتبر الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة بين 35 و39.9 يعانون من السمنة المفرطة إذا كانت لديهم مشكلات صحية متعلقة بالوزن، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري. هذا التصنيف يُساعد الأطباء على وضع خطط علاجية مناسبة للحالة بناءً على درجة السمنة والمضاعفات المرتبطة بها.
أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب
تؤثر أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب على حياة الشخص المعتادة بشكل كبير، فيشعر المصابون غالبًا بالتعب والإرهاق المستمر، حيث أن الوزن الزائد يشكل عبئًا على العضلات والمفاصل، مما يؤدي إلى آلام مستمرة، خاصة في الركبتين والظهر. كما أن صعوبة التنفس أثناء النوم، والتي تُعرف بانقطاع النفس النومي، تُعد من أكثر الأعراض شيوعًا بين المصابين بالسمنة.
ويُمكن لهذه المشكلة أن تُسبب انخفاضًا في مستويات الأكسجين في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالنعاس أثناء النهار وضعف التركيز. بالإضافة إلى ذلك، تزيد السمنة من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم واضطرابات الدورة الدموية، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية فورية مثل الصداع والشعور بالدوار.
أضرار السمنة المفرطة على الجهاز التنفسي
من أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب أيضاً أنها تؤثر بشكل ملحوظ على الجهاز التنفسي، حيث يؤدي تراكم الدهون حول منطقة الصدر والبطن إلى صعوبة توسع الرئتين بشكل كامل أثناء التنفس. هذه الحالة قد تؤدي إلى اضطرابات مثل توقف التنفس أثناء النوم، وهي مشكلة شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. هذا التوقف المتكرر للتنفس أثناء النوم لا يؤثر فقط على جودة النوم، بل قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
أضرار السمنة المفرطة على المدى البعيد
بعد معرفة أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب، ننتقل في الحديث عن الأضرار على المدى البعيد، حيث تُعد السمنة المفرطة عاملًا رئيسيًا للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة التي تهدد الحياة. ومن أبرز هذه الأمراض أمراض القلب والشرايين، حيث يؤدي تراكم الدهون إلى تضيق الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
كما تُزيد السمنة من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني نتيجة تقليل حساسية الجسم للإنسولين. وأيضاً تُعتبر السمنة عامل خطر للإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والثدي والمبيض. مشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو وانقطاع النفس أثناء النوم تُعتبر شائعة بين المصابين بالسمنة. ب
كما تؤدي السمنة إلى تقليل متوسط العمر المتوقع وزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر بسبب التأثير السلبي للالتهابات المزمنة التي تُحدثها السمنة على الجسم.
أضرار السمنة المفرطة النفسية
لا تقتصر أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب واليعيد على الجانب الجسدي فقط، بل تؤثر بشكل كبير أيضاً على الصحة النفسية والحياة الاجتماعية، فيعاني الكثير من المصابين بالسمنة من الاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس نتيجة شعورهم بعدم الرضا عن مظهرهم الخارجي والنظرة المجتمعية السلبية تجاههم.
كما يواجهون تحديات اجتماعية مثل التعرض للتنمر أو العزلة الاجتماعية، مما يزيد من مشاعر الوحدة والإحباط. وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي الشعور بالعجز عن فقدان الوزن إلى إحساس متكرر بالإحباط، مما يزيد من تدهور الحالة النفسية.
اقرأ أيضاً: أسباب حدوث السمنة عند الأطفال وطرق علاجها
هل السمنة تؤثر على الحمل؟
تلعب السمنة المفرطة دورًا سلبيًا في التأثير على الصحة الإنجابية لدى كل من الرجال والنساء. بالنسبة للنساء، تؤدي السمنة إلى اختلالات هرمونية قد تسبب مشكلات مثل تأخر الإنجاب أو العقم، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بتكيس المبايض. أما لدى الرجال، فقد تؤدي السمنة إلى تقليل مستويات هرمون التستوستيرون، مما يؤثر على الخصوبة ويقلل من القدرة الإنجابية.
الوقاية من أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب والبعيد
للحد من أضرار السمنة المفرطة على المدى القريب والبعيدوالوقاية منها، لابد من اتباع أسلوب حياة صحي يشمل ما يلي:
- الالتزام بنظام غذائي متوازن يعتمد على تقليل استهلاك السعرات الحرارية ويعتمد أيضاً على تقليل الدهون والسكريات.
- زيادة تناول الفواكه والخضروات الغنية بالعناصر الغذائية والألياف والبروتينات قليلة الدهون مثل الأسماك والدجاج.
- الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمقلية، وتقليل تناول السكريات والمشروبات الغازية.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام حيث أن الرياضة تلعب دورًا أساسيًا في تحسين اللياقة العامة وحرق الدهون الزائدة، يُفضل البدء بتمارين خفيفة مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا وزيادة النشاط تدريجيًا.
- النوم الكافي وتقليل التوتر حيث يُساعدان في تحسين عملية الأيض وتقليل الشهية.
- الاستعانة باستشاري تغذية، واستشاري نفسي إن أمكن، للمساعدة في تحديد العادات التي يجب اتباعها لعيش أسلوب حياة صحي أكثر.
اقرأ أيضاً: أشهر عمليات التخسيس وفقدان الوزن ومقارنة بينهم