مع تزايد نسب السمنة في مصر والعالم، أصبحت جراحات السمنة من الحلول الطبية الفعّالة التي تساعد المرضى على فقدان الوزن والتغلب على الأمراض المصاحبة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. ومن بين أكثر هذه العمليات شيوعًا يبرز تكميم المعدة، ولكن قد تكون سمعت أيضاً عن ربط المعدة، فهل هناك اختلاف بينهما؟ في هذا المقال نتعرف على الفرق بين ربط المعده والتكميم من حيث آلية التنفيذ، الشروط، المميزات، وبعض المضاعفات المحتملة، فاحرصوا على المتابعة.
ما هو الفرق بين عملية ربط المعدة وتكميم المعدة؟
إليكم الفرق بين ربط المعده والتكميم من حيث النبذة التعريفية:
تكميم المعدة:
تكميم المعدة هو إجراء جراحي لعلاج السمنة يهدف إلى إنقاص الوزن، وتعمل العملية على تصغير حجم المعدة من خلال استئصال جزء من المعد، فخلال العملية يتم إزالة نحو 80% من المعدة، ثم يترك الجراح جزء أنبوبي يكون في حجم وشكل الموزة تقريبًا.
وتصغير حجم المعدة الذي يحدث أثناء التكميم يُعتبر وسيلة مباشرة لتقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها في الوجبة الواحدة، مما يُشعرك بالشبع بسرعة. كما يؤدي أيضًا إلى خفض إنتاج هرمونات الجوع التي تُفرزها المعدة، وهو ما يُساهم في تقليل الشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام، ويساعد على الحد من الدوافع التي قد تسبب استعادة الوزن بعد فقدانه.
ويتم اللجوء لتكميم المعدة كعلاج جراحي للسمنة والأمراض المرتبطة بها، ولا تُجرى إلا للأشخاص المؤهلين الذين يعانون من مشكلات صحية خطيرة مرتبطة بالسمنة أو معرّضين بشدة للإصابة بها. ويمكن أن تُحسن هذه الجراحة أو تساعد في علاج بعض الأمراض مثل:
- مقاومة الإنسولين ومرض السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب المرتبطة به.
- انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
- ارتفاع الكوليسترول وأمراض الشرايين.
- آلام المفاصل والتهاب المفاصل العظمي.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
- التهاب الكبد الدهني.
ربط المعدة:
ربط المعدة القابل للتعديل عملية (ربط المعدة بالانجليزي Gastric Band Surgery) هو جهاز يُزرع جراحيًا لمساعدة الأشخاص المصابين بالسمنة على إنقاص الوزن. ويُعتبر من أنواع جراحات السمنة التقييدية التي تحدّ من كمية الطعام التي يمكن تناولها في الوجبة الواحدة. وربط المعدة يصغر منحجمها دون تقسيمها بشكل دائم كما يحدث في عمليات أخرى.
وتتكون عملية ربط المعدة من أنبوب قابل للنفخ مصنوع من السيليكون الطري، يوضع حول الجزء العلوي من المعدة ليُشكّل حلقة. وتكون هذه الحلقة متصلة بمخزن port يتم زراعته تحت الجلد. ويمكن للجراح تعديل ضيق الحلقة عبر الوصول إلى البورت وحقنه بسائل ملحي، بما يسمح بوجود ممر ضيق بين الجزء العلوي من المعدة وبقيتها. وعند تناول الطعام، يمتلئ هذا الجزء العلوي بسرعة، مما يُشعرك بالشبع المبكر.
ومقارنة بالعمليات الأخرى، يتميّز ربط المعدة بأن معدل حدوث المضاعفات بعد العملية أقل، ولا يتضمن تقسيم المعدة أو الأمعاء، كما يمكن إزالته عند الحاجة. لكن من ناحية أخرى، يؤدي ربط المعدة إلى فقدان وزن أقل من باقي الجراحات، ويتطلب زيارات متابعة متكررة وإجراء تعديلات متواصلة، خصوصًا خلال السنة الأولى.
أما في الوقت الحالي، فإن جراحات أخرى مثل تكميم المعدة وتحويل المسار تُعد أكثر شيوعًا، إذ بلغت نسبة إجراء عملية ربط المعدة نحو 0.9% فقط من جميع جراحات السمنة التي أُجريت في العديد من البلدان في السنوات الماضية.
الفرق بين ربط المعده والتكميم: الشروط
شروط التكميم:
حتى تكون مؤهلًا لإجراء عملية تكميم المعدة، فإن الشروط العامة تشمل ما يلي:
- أن تكون مصابًا بالسمنة المفرطة (الدرجة الثالثة). يتم تحديد ذلك عبر مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يُحسب اعتمادًا على الوزن والطول، إضافة إلى المشكلات الصحية المرتبطة به. والسمنة من الدرجة الثالثة تعني مؤشر كتلة جسم 40 أو أكثر، أو مؤشر لا يقل عن 35 مع وجود مرض واحد على الأقل مرتبط بالسمنة.
- أن تكون قد حاولت إنقاص وزنك من قبل ولكن دون نجاح.
- أن تكون مستعدًا بدنيًا ونفسيًا للعملية وفترة التعافي.
شروط عملية ربط المعدة:
قد يوصي الطبيب بإجراء هذه العملية إذا كنت تعاني من:
- مؤشر كتلة جسم (BMI) يبلغ 40 أو أكثر، يُستخدم مؤشر كتلة الجسم لتقدير نسبة الدهون في الجسم بالاعتماد على الطول والوزن، ويُعد المؤشر 40 أو أكثر مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المتعلقة بالسمنة.
- مؤشر كتلة جسم لا يقل عن 35 مع وجود مرض واحد على الأقل مرتبط بالسمنة. ويُعتبر المؤشر 35 دون وجود مرض مرافق سمنة من الدرجة الثانية، أما إذا حدث مع مشكلة صحية مرتبطة بالسمنة فيُصنّف كسمنة مفرطة من الدرجة الثالثة.
- الخضوع لفحوصات طبية للتأكد من أنك بصحة كافية للخضوع للعملية، مثل الفحص السريري، تحاليل الدم، أو تصوير البطن.
- إذا كنت مدخنًا أو تفرط في تناول الكحول أو التدخين، فعليك التوقف عنها قبل أن تصبح مؤهلًا للجراحة.
الفرق بين ربط المعده والتكميم: تفاصيل العملية
والآن لنتحدث عن الفرق بين ربط المعده والتكميم من حيث تفاصيل العملية وما يتم قبلها وخلالها:
تفاصيل عملية التكميم:
قبل العملية وبعد اجتياز الفحوصات والتأهل للجراحة، يُطلب من المريض اتباع نظام غذائي سائل لمدة أسبوعين، وذلك لتقليل كمية الدهون في البطن والكبد مما يجعل العملية أكثر أمانًا. كما يُمنع الأكل أو الشرب لمدة 12 ساعة قبل الجراحة لضمان فراغ المعدة.
ويتم إجراء العملية عادةً عبر المنظار أو الجراحة الروبوتية من خلال شقوق صغيرة في البطن، مما يسهل التعافي. وفي بعض الحالات قد يُفضل التدخل الجراحي المفتوح. ويحصل المريض على تخدير كلي ليكون نائمًا أثناء العملية. ثم يقوم الجراح بعمل شق صغير لإدخال منفذ يتم من خلاله ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون لتوسيع البطن.
يقوم بعدها بإدخال منظار مزوّد بكاميرا مضيئة تُعرض صورة البطن على شاشة، ثم تُستخدم أدوات طويلة وضيقة عبر شقوق إضافية، ثم يتم قياس حجم المعدة المطلوب، واستئصال نحو 80% منها باستخدام دباسة جراحية. يُزال الجزء المستأصل من المعدة، وتُغلق الشقوق الجراحية.
وتُعد عملية التكميم قصيرة نسبيًا، وتستغرق من 60 إلى 90 دقيقة. غالبًا يبقى المريض في المستشفى لمدة يوم إلى يومين بعد الجراحة لمتابعة الألم والأعراض الجانبية المؤقتة مثل الغثيان.
تفاصيل عملية ربط المعدة:
أثناء العملية يُعطى المريض تخديرًا كليًا ليكون نائمًا وغير واعٍ أثناء الجراحة. وتبدأ العملية بشق صغير في البطن لإدخال مضخة صغيرة تُضخ عبرها غاز ثاني أكسيد الكربون لتوسيع البطن وتوفير مساحة للرؤية والعمل. يقوم الجراح بإدخال منظار مزوّد بكاميرا تُعرض صور الأعضاء على شاشة، ثم يستخدم أدوات طويلة وضيقة عبر شقوق إضافية.
يقوم بتثبيت الحلقة (الرباط) حول الجزء العلوي من المعدة شدها لتكوين جيب علوي صغير، بينما يُترك ممر ضيق يصل بينه وبين باقي المعدة، فيبدو شكلها أشبه بالساعة الرملية. والحلقة تحتوي على قناة جوفاء يمكن ملؤها بسائل لجعلها قابلة للتعديل، وترتبط الحلقة بأنبوب بلاستيكي يصل إلى منفذ صغير تحت الجلد.
وبعد العملية يمكن للطبيب الوصول إلى هذا المنفذ بإبرة دقيقة لإضافة أو سحب السائل وتعديل ضيق الحلقة. وبعد تثبيت الحلقة وإتمام الخطوات، يُزال الغاز من البطن وتُغلق الشقوق الصغيرة. وتستغرق هذه العملية عادةً من 30 إلى 60 دقيقة.
أضرار عملية ربط المعدة
بعد معرفة أهم النقاط المتعلقة بالفرق بين ربط المعده والتكميم، يتساءل البعض حول الأضرار المحتملة لربط المعدة، فعلى الرغم من أن عملية ربط المعدة تُعتبر من الجراحات الأقل توغلًا مقارنة بغيرها من جراحات السمنة، إلا أن لها العديد من الأضرار والسلبيات التي يجب معرفتها أبرزها:
- تؤدي إلى فقدان وزن أقل مقارنة بالعمليات الأخرى مثل التكميم أو تحويل المسار.
- تتطلب تعديلات متكررة خصوصًا في السنة الأولى بعد تركيب الحلقة.
- أظهرت الدراسات أن نسبة حدوث مضاعفات بعد العملية قد تصل إلى 50%.
- نسبة الحاجة إلى إجراء عمليات إضافية لإصلاح الحلقة أو إزالتها قد تصل إلى 35%.
- معدل فشل العملية بسبب فقدان وزن غير كافٍ أو استعادة الوزن أعلى من العمليات الأخرى.
- أي عملية إضافية تعني تكاليف ومخاطر طبية أكبر.
كما يمكن أن تتضمن الآثار الجانبية المحتملة لهذه العملية ما يلي:
- الغثيان والقيء بعد العملية، وتتحسن هذه الأعراض عادة مع التكيف على أسلوب الأكل الجديد (وجبات صغيرة، مضغ جيد، لقيمات صغيرة).
- الإمساك فقد يحدث بسبب صعوبة شرب كميات كافية من السوائل، وشرب الماء بانتظام أمر أساسي بعد أي جراحة سمنة.
- صعوبة البلع وقد ينشأ بسبب بطء حركة المعدة أو ضيق الجيب العلوي، وقد يتحسن بتخفيف شد الحلقة أو تعديل العادات الغذائية.
- الحموضة أو حرقة المعدة، فشد الحلقة قد يُسبب ارتجاعًا حمضيًا يضر بجدار المريء، وفي بعض الحالات الشديدة قد يستدعي إزالة الحلقة.
وقد تحدث أعراض جانبية أخرى غير السابق ذكرها، ولكن من الضروري التنويه إلا أن تلك المضاعفات والآثار لا تحدث لجميع الحالات، حيث أن كل حالة تختلف عن الأخرى، كما تقل نسبة حدوثها بشكل كبير عند التعامل مع طبيب متخصص وفريق طبي مؤهل وبكفاءة عالية، لذا يمكن الرجوع للطبيب ومناقشة كل تلك الاحتمالات والمضاعفات معه بالتفصيل. وإذا كنت تبحث عن طبيب متخصص في جراحات السمنة وصاحب خبرة كبيرة والآلاف من الحالات الناجحة، فعليك حجز استشارة مع دكتور رامي حلمي الآن وبدء رحلتك الصحية بأمان.