عملية تحويل المسار لمرضى السكر

يُعد مرض السكري من النوع الثاني من أكثر الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة، ويُسبّب مضاعفات خطيرة على صحة المريض وجودة حياته. ومع تطور جراحات السمنة، ظهرت عملية تحويل المسار كحل فعّال لا يقتصر دورها على إنقاص الوزن فقط، بل يمتد ليشمل تحسين مستوى السكر في الدم، بل ووصول العديد من المرضى إلى مرحلة كبير جداً من السكري. لكن يبقى السؤال الأهم: هل عملية تحويل المسار لمرضى السكر آمنة؟ وما فوائدها الحقيقية لهم؟ هذا ما سنجيب عنه من خلال استعراض التفاصيل الطبية والأدلة العلمية الحديثة في الفقرات التالية.

هل عملية تحويل المسار لمرضى السكر آمنة؟

وفقًا لدراسة تم نشرها في مجلة الكلية الأمريكية للجراحين، قام الباحثون بدراسة العلاقة بين جراحة إنقاص الوزن وتحسن حالة السكري، وقاموا بمراجعة السجلات الطبية لعدد 224 مشاركًا خضعوا لعملية تحويل المسار بين عامي 2008 و2017، إضافةً إلى 46 شخصًا أجروا جراحة تكميم المعدة.

وكان جميع المشاركين قد شُخّصوا مسبقًا بالسمنة والسكري من النوع الثاني قبل الخضوع للجراحة، وقام العلماء بمتابعتهم لمدة لا تقل عن خمس سنوات بعد العملية لمعرفة ما إذا كان استعادة الوزن ستؤدي إلى عودة مرض السكري أم لا.

ويقول الباحثون إن الأشخاص الذين حضعوا لجراحة تحويل مسار المعدة لإنقاص الوزن (تعمل جراحة تحويل المسار على تصغير حجم المعدة وإعادة توجيه الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، بينما تقلل جراحة التكميم حجم المعدة بنسبة 80% لكنها لا تعيد توجيه الأمعاء كما يحدث في تحويل المسار) تقل لديهم احتمالية عودة مرض السكري من النوع الثاني بشكل ملحوظ، حتى في حال استعادة الوزن.

ووُجد أن استخدام الإنسولين، وارتفاع مستويات A1c، ومدة الإصابة بالسكري من النوع الثاني قبل الجراحة كانت أكثر ارتباطًا بعودة المرض. وبشكل عام، أظهرت النتائج أن 75% من الأشخاص الذين أجروا عملية تحويل المسار ظلّ مرض السكري لديهم في خمول، أي تحسن مرض السكري لديهم، مقارنةً بـ 34% فقط من الأشخاص في مجموعة تكميم المعدة.

أي أن بعد إجراء تحويل المسار لمرضى السكر أو تغيير المسر لمرضى السكر، أدت إلى تحسن حالة السكري حتى مع استعادة الوزن، مقارنةً بمن خضعوا لجراحة التكميم. ومن بين من استعادوا وزنهم بعد عملية تحويل المسار، حافظ حوالي 60% منهم على تحسن السكري على المدى الطويل، بينما لم يحافظ أي من مجموعة التكميم على التحسن.

اقرأ أيضاً: عملية تكميم المعدة ومرضى السكري وكيف تساعدهم؟

هل تحويل المسار لمرضى السكر أفضل أم التكميم؟

العديد من الأطباء المشاركين في الدراسة السابق ذكرها وأطباء آخرين ينصحون المرضى المصابين بالسمنة وداء السكري بإجراء تحويل المسار، لأنه يمنحهم أعلى فرصة للوصول إلى تحسن من السكري. العديد من المرضى قد يشعرون بالخوف من هذه العملية بسبب تبعات إعادة توجيه الأمعاء. لذلك، فإن الخيار الثاني الأفضل هو تكميم المعدة، الذي قد يوفر لهم نفس السيطرة على السكري أو قد لا يوفرها، لكن يمكن أن يحقق نفس نتائج تحويل المسار إذا استُخدمت معه علاجات متعددة.

فوائد عملية تحويل المسار لمرضى السكر

بالنسبة لمرضى السكري، لم تعد جراحة السمنة مجرد وسيلة لإنقاص الوزن، بل أصبحت تُعتبر علاجًا فعليًا لمرض السكري من النوع الثاني، ويُعد فقدان الوزن ميزة إضافية فقط. إذ تساعد الجراحة الجسم على إنتاج الإنسولين واستخدامه بكفاءة وفاعلية أكبر.

وأظهرت الأبحاث أن مستويات سكر الدم تنخفض إلى ما دون نطاق السكري مباشرة بعد العملية، حتى قبل أن يفقد المريض وزنه. وبسبب ذلك، يتوقف معظم المرضى عن تناول أدوية السكري بعد فترة قصيرة من الجراحة. وتُغيّر جراحة السمنة طريقة عمل الجهاز الهضمي بطرق مفيدة لمرضى السكري من النوع الثاني، فهي يمكن أن:

  • تجعلك تشعر بالشبع بسرعة، مما يعني تناول كميات أقل من الطعام.
  • تُغيّر من طريقة عمل هرمونات الأمعاء، وهو ما يؤثر بدوره على كيفية إنتاج الجسم للإنسولين.
  • تزيد من كمية أحماض الصفراء التي ينتجها الجسم، مما يجعله أكثر حساسية تجاه الإنسولين.
  • تحسّن من قدرة الجسم على استخدام الإنسولين، وهو ما يؤدي إلى خفض مستويات سكر الدم.

وأظهرت إحدى الدراسات أن ما يقارب ثلث المرضى (30.4%) الذين خضعوا للجراحة كانوا في حالة تحسن (خمول) من السكري بعد مرور 15 عامًا.

كم كيلو ينزل بعد عملية تحويل المسار؟

يكون فقدان الوزن في السنة أو السنتين الأوليين بعد العملية كبيرًا عادةً، إذ يفقد المريض في المتوسط نحو 70% من الوزن الزائد. وعلى المدى الطويل، قد يستعيد بعض الأشخاص جزءًا من الوزن، لكن يظل متوسط فقدان الوزن ثابتًا عند حوالي 50% من الوزن الزائد، ويستمر هذا المعدل مستقرًا لمدة تصل إلى 20 عامًا، خاصة عند الالتزام بالتعليمات.

في النهاية، يمكن القول إن عملية تحويل المسار لمرضى السكر تمثل خيارًا آمنًا وفعّالًا، خاصةً ممن يعانون من السمنة المفرطة ولم تنجح معهم الطرق التقليدية للسيطرة على المرض، ولكن لضمان الحصول على أفضل النتائج، لا بد من اختيار جراح يتمتع بالخبرة والكفاءة. وهنا يبرز اسم الدكتور رامي حلمي، استشاري جراحات السمنة والمناظير، بخبرة تتجاوز 15 عامًا وأكثر من 17,000 عملية ناجحة، وعضويته في كبرى الجمعيات الطبية العالمية. فإذا كنت تبحث عن حل آمن وفعّال للتغلب على السمنة والسكري، لا تتردد في حجز استشارتك مع الدكتور رامي حلمي والبدء في رحلتك نحو حياة أكثر صحة.

احجز موعد كشفك الآن

Contact Form

أكتب رأيك أو تعليقك علي المقالة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عيادات د / رامى حلمى

لجراحات السمنة المفرطة

اهلا وسهلا في موقع الدكتور رامى حلمي، يمكنك الضغط لبدء المحادثة مع الدعم الطبى.