يُعد التدخين بعد التكميم من أكثر العادات التي تُعرض المريض لمضاعفات خطيرة وتؤثر بشكل مباشر على نتائج العملية وصحة الجسم بعد الجراحة، فعلى الرغم من أن التكميم يُعتبر خطوة فعّالة نحو فقدان الوزن وتحسين جودة الحياة، إلا أن استمرار التدخين بعد العملية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التنفس، وبطء في التئام الجروح، وزيادة خطر القرح والجلطات الدموية، إلى جانب تأثيره السلبي على القلب والرئتين.
وفي هذا المقال، نوضح أهم أضرار التدخين بعد التكميم، وكيف يمكن أن يؤخر التعافي ويؤثر على الجهاز الهضمي والدورة الدموية، مع تقديم بعض النصائح والإرشادات الطبيةلضمان أفضل نتائج ممكنة بعد العملية، فاحرص على المتابعة.
كيف يؤثر التدخين بعد التكميم على الصحة؟
هل يمكن التدخين بعد التكميم؟
لا يمكن التدخين بعد التكميم، وقبل الجراحة، سيطلب منك الطبيب التوقف عن التدخين لمدة تصل إلى ستة أسابيع قبل إجراء العملية، وذلك لتجنّب حدوث مضاعفات أثناء الجراحة أو إطالة فترة التعافي. كما أن التدخين قد يسبب مشكلات في القلب والرئتين، وهما عضوان يجب أن يكونا في حالة صحية جيدة لضمان نجاح جراحة السمنة.
وهناك العديد من الأمور التي يمكن للمريض القيام بها لضمان الشفاء السريع والحصول على نتائج ممتازة بعد جراحة إنقاص الوزن، ويُعدّ تجنّب منتجات التبغ أثناء التحضير للجراحة وخلال فترة التعافي أمرًا بالغ الأهمية. فالتدخين له تأثيرات سلبية متعددة على الصحة العامة وعلى عملية التعافي بعد الجراحة.
بعد العملية، سيزوّد الطبيب المريض بتعليمات خاصة بفترة التعافي، تشمل نصائح غذائية وخطة لإدخال النشاط البدني تدريجيًا ضمن نمط الحياة. أما التدخين أو استخدام أي نوع من منتجات التبغ قبل العملية الجراحية، فقد يؤدي إلى زيادة خطر العدوى وبطء التئام الجروح.
مخاطر التدخين بعد التكميم
تستمر مخاطر التدخين بعد التكميم أو بعد جراحة السمنة، حيث يمكن أن يؤدي التدخين بعد أي عملية جراحية إلى مشكلات في الالتئام والتعافي. وعلى الرغم من أنه لا يؤثر بشكل مباشر على نتائج فقدان الوزن، إلا أنه يزيد من خطر حدوث مضاعفات أخرى مثل العدوى والقرح، كما يرفع من احتمالية الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، وهي أمراض تهدف جراحة السمنة في الأساس إلى علاجها أو التقليل من حدّتها.
ومثلما هو الحال قبل الجراحة، فمن الضروري أن يتجنب المدخنون جميع منتجات التبغ لعدة أسابيع بعد العملية، خاصة في الأسابيع الأولى من مرحلة التعافي التي يتكيف فيها الجسم مع النظام الغذائي الجديد. ووفقًا لإحدى الدراسات، فإن التدخين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمضاعفات الجراحية طويلة الأمد مثل تكوّن القرح وكسور العظام وغيرها.
ويؤثر التدخين على الجسم بطرق مختلفة وفقًا لنوع العملية التي خضع لها المريض. فعلى سبيل المثال، في جراحة تحويل المسار يتم تكوين جيب معدي جديد داخل الجسم، وإذا استمر المريض في التدخين بعد الجراحة، فقد يؤدي ذلك إلى تضيّق مدخل هذا الجيب، مما يسبب ألمًا شديدًا وتقيؤ وغثيان.
ويؤدي التبغ إلى انخفاض تدفق الدم نحو الجيب المعدي بسبب تضيق الأوعية الدموية، كما أن أول أكسيد الكربون الناتج عن التدخين يؤثر على قدرة خلايا الدم على نقل الأكسجين، مما يجعل عملية الالتئام بعد الجراحة بطيئة وطويلة المدى. كما تتضمن مخاطر التدخين بعد التكميم الأخرى المحتملة ما يلي:
مضاعفات رئوية:
تكون رئتا المدخنين متضررتين بالفعل، وقد يستغرق الأمر حتى 12 شهرًا لتعودا إلى عملهما الطبيعي. وبعد جراحة السمنة، قد يعاني المريض من صعوبة في التنفس وضعف في جهاز المناعة، وإذا استمر في التدخين بعد العملية حتى بعد مرور بعض الوق، تزداد مخاطر العدوى الرئوية والالتهاب الرئوي والمضاعفات التنفسية الأخرى.
القرح:
يُعدّ تكوّن القرح من المخاطر الشائعة لدى المدخنين، كما أن جراحة السمنة بحد ذاتها من العوامل التي ترفع احتمالية الإصابة بالقرح لدى جميع المرضى، مما يعني أن الاحتمالية تتضاعف عند المدخنين. ويعمل الجسم عادة على شفاء القرح عبر ضخ الدم إلى المعدة، ولكن بعد عمليات مثل تكميم المعدة أو تحويل المسار، تصبح المعدة أصغر حجمًا، مما يقلل قدرة الجسم على علاج القرح. كما أن التدخين يؤدي إلى ضعف فاعلية الأدوية المخصصة لعلاج القرح، مما يجعل العلاج الدوائي غير مجدٍ في كثير من الحالات.
الجلطات الدموية:
تُضعف جراحات السمنة من دوران الدم، مما يزيد خطر تكوّن الجلطات الدموية لدى مرضى تحويل المسار. وعلى الرغم من أن أقل من 1% من المرضى قد يُصابون بجلطات تنتقل إلى الرئتين أو القلب مسببة انسدادًا رئويًا (Pulmonary Embolism)، إلا أن هذا الخطر يرتفع بشكل ملحوظ عند المدخنين بسبب ضعف قدرة القلب والأوعية على ضخ الدم. وتتسبب الجلطات لدى مرضى السمنة المدخنين في ارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والنوبات القلبية بنسبة أعلى بكثير من غير المدخنين.
العدوى:
يؤدي انسداد الأوردة وضعف تدفق الدم الناتج عن التدخين إلى بطء عملية الشفاء بعد الجراحة، مما يزيد من احتمال حدوث عدوى في الجروح لدى المرضى المدخنين، حيث إن نقص تدفق الدم المشبع بالأكسجين إلى موضع الجراحة يجعل الالتئام غير طبيعي، وقد يؤدي إلى حدوث عدوى في مناطق الأمعاء التي تم قصّها أو تدبيسها، وهي من المضاعفات المثيرة للقلق لدى مرضى التكميم وتحويل المسار.
تأثير التدخين على التعافي بعد التكميم
تُحدث جراحة السمنة، وخاصة تكميم المعدة وتحويل المسار، تغييرات جوهرية في الجهاز الهضمي، ويُمكن أن يكون للتدخين تأثير ضار جدًا على هذا النظام الذي أصبح حساسًا بعد العملية، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ويُعيق عملية التعافي.
وإحدى المخاطر الرئيسية للتدخين بعد جراحة السمنة هي زيادة احتمالية تكوّن الجلطات الدموية، إذ تحتوي السجائر على النيكوتين الذي يُسبب انقباض الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم وإمداد الأنسجة بالأكسجين. وقد يتسبب ذلك في تكوّن الجلطات، وهو أمر شديد الخطورة بعد جراحات السمنة، نظرًا لتأثيره المباشر على المعدة والأمعاء الدقيقة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التدخين إلى بطء التئام الجروح، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. ونظرًا لأن جراحات السمنة تتضمن شقوقًا في منطقة البطن، فإن التدخين يُبطئ عملية الشفاء ويزيد من احتمال حدوث التهابات ومضاعفات أخرى بعد العملية.
متى يسمح بالتدخين بعد عملية التكميم؟
لا يُنصح بالتدخين بعد التكميم على الإطلاق، ولكن في العديد من الحالات يُنصح بالامتناع عن التدخين لمدة لا تقل عن أسبوعين قبل وبعد عملية تكميم المعدة. ويُعدّ الالتزام بتعليمات محددة بشأن التدخين بعد جراحات السمنة، وخاصة تكميم المعدة أو تحويل المسار، أمرًا ضروريًا لتجنّب المخاطر والمضاعفات المحتملة.
وقبل كل شيء، يجب على المرضى التوقف عن التدخين قبل العملية بأسبوعين على الأقل، وذلك بهدف خفض مستوى النيكوتين في الجسم، مما يُقلل من احتمالية تكوّن الجلطات الدموية أثناء الجراحة وبعدها.
وبعد العملية، يجب على المرضى الاستمرار في الامتناع عن التدخين لمدة أسبوعين إضافيين، إذ تكون فترة التعافي حساسة للغاية ويحتاج الجسم خلالها إلى إمداد كافٍ من الأكسجين لضمان الشفاء السليم والسريع.
وبعد انقضاء الأسبوعين، يمكن للمرضى البدء تدريجيًا في استخدام بدائل النيكوتين عند الحاجة، مثل العلكة أو اللاصقات، ولكن من الضروري استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أي من هذه المنتجات، لأنها قد تُسبب أيضًا آثارًا جانبية غير مرغوبة.
