عملية تكميم المعدة من أشهر عمليات خسارة الوزن والتخلص من السمنة، ونظراً لشهرتها تتزايد الأسئلة والاستفسارات حول تلك العملية، لذا أعددنا لكم المقال التالي لنجيب على أهم الأسئلة الشائعة حول عملية تكميم المعدة وبعض أشهر التساؤلات حول تلك العملية مثل كيفية عملها؟ ومن الأشخاص الذين لا يستطيعون الخضوع لتلك العملية والتعافي وغيرهم، فاحرصوا على المتابعة.
أهم الأسئلة الشائعة حول عملية تكميم المعدة
إليكم أهم الأسئلة الشائعة حول عملية تكميم المعدة:
1- كيف يتم إجراء تكميم المعدة؟
في معظم الأحيان، يتم إجراء عملية تكميم المعدة باستخدام الجراحة بالمنظار أو الجراحة الروبوتية، وهذا يعني أنه بدلاً من عمل شق جراحي كبير لفتح تجويف البطن والوصول إلى الأعضاء، يقوم الجراح بإجراء العملية من خلال شقوق صغيرة. وهذا الأسلوب يجعل التعافي أسهل، ولكن في بعض الحالات قد تكون الجراحة المفتوحة هي الخيار الأفضل تبعًا لحالة المريض.
أثناء عملية تكميم المعدة سيقوم الجراح بإعطائك تخديرًا عامًا، مما يجعلك نائمًا طوال مدة الإجراء. وسيقوم بعمل شقًا صغيرًا في البطن ويُدخل منفذًا جراحيًا، ومن خلال هذا المنفذ سيتم ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون لتوسيع البطن.
وبعد ذلك، يتم إدخال كاميرا فيديو صغيرة مزودة بضوء (منظار البطن) عبر المنفذ، حيث تقوم الكاميرا بعرض صورة الأعضاء الداخلية على شاشة. ومن خلال شق واحد إلى ثلاثة شقوق إضافية، يُدخل الجراح منافذ أخرى لاستكمال العملية باستخدام أدوات طويلة ورفيعة.
ويقوم الجراح بقياس الجزء المطلوب تكوينه من المعدة بشكل أنبوبي (التكميم)، ثم يقسم ويفصل الجزء المتبقي باستخدام دباسة جراحية. وبعد ذلك تتم إزالة الجزء المستأصل من المعدة، ثم تُغلق الشقوق الجراحية.
وبعد عملية تكميم المعدة ستكون لديك زيارات متابعة متكررة مع الطبيب خلال الأسابيع والأشهر التالية للجراحة. وسيقوم الفريق الطبي بمراقبة تقدمك في فقدان الوزن، وتحسن حالتك الصحية المرتبطة بالسمنة، وأي آثار جانبية قد تظهر بعد العملية. كما سيتأكدون من التزامك بالتعليمات الطبية ونمط الحياة المطلوب للحفاظ على صحتك ونتائج فقدان الوزن على المدى الطويل.
2- كم تستغرق عملية تكميم المعدة؟
مقارنةً بغيرها من جراحات إنقاص الوزن، تُعتبر عملية التكميم قصيرة وبسيطة نسبيًا. فهي تستغرق حوالي 60 إلى 90 دقيقة. ومع ذلك، قد يوصي الجراح ببقائك في المستشفى لمدة يوم إلى يومين بعد العملية، وذلك للتعامل مع الألم والمتابعة في حال حدوث آثار جانبية مؤقتة مثل الغثيان.
3- ما هو الوزن الذي يحتاج تكميم؟
الوزن المطلوب للتأهل لإجراء عملية تكميم المعدة عادة لا يُحدد برقم معيّن على الميزان، بل يعتمد على مؤشر كتلة الجسم (BMI) والحالات الصحية المرتبطة بالسمنة. وقد تكون مرشحًا للعملية إذا كان لديك:
- سمنة من الدرجة الثالثة (سمنة مفرطة): مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر، بغضّ النظر عن وجود حالات مرضية أخرى.
- مؤشر كتلة الجسم 35 على الأقل مع وجود مشكلة صحية واحدة مرتبطة بالسمنة على الأقل، مثل: السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، انقطاع النفس أثناء النوم، أو مرض الكبد الدهني.
باختصار، يعتمد التأهل للجراحة على العلاقة بين وزنك وطولك (مؤشر كتلة الجسم)، وعلى ما إذا كانت السمنة قد بدأت بالفعل في التسبب بمضاعفات صحية.
اقرأ أيضاً: ما هو أقل وزن يمكن أن يخضع لعملية تكميم المعدة؟
4- من هم الممنوعون من عملية التكميم؟
قد لا تكون عملية تكميم المعدة خيارًا مناسبًا إذا كنت تعاني من إحدى الحالات التالية:
- وجود مرض أو التهاب نشط في الجهاز الهضمي، مثل: القرحة، التهاب المريء الشديد، أو مرض كرون.
- الإصابة بأمراض قلبية أو رئوية شديدة تجعل الخضوع لأي عملية جراحية أمرًا عالي الخطورة.
- الإصابة بأي أمراض أخرى تجعل الجراحة بشكل عام غير آمنة.
- وجود مشكلات قد تسبب نزيفًا في المريء أو المعدة، مثل دوالي المريء أو المعدة (أوردة متوسعة)، أو توسعات وعائية خلقية أو مكتسبة في الأمعاء.
- الإصابة بارتفاع ضغط الوريد البابي (Portal Hypertension).
- وجود تشوهات خلقية أو مكتسبة في المريء أو المعدة أو الأمعاء، مثل ضيق الفتحات.
- الإصابة أو التعرض سابقًا إلى إصابة في المعدة أثناء الجراحة، مثل ثقب المعدة في أو قرب موقع العملية.
- وجود تليف كبدي (Cirrhosis).
- الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.الحمل.
- الإدمان على الكحول أو المخدرات.
- العمر أقل من 18 عامًا.
- وجود عدوى نشطة في أي مكان بالجسم أو عدوى قد تلوث مكان العملية.
- تناول علاج بالكورتيزون لفترات طويلة وبجرعات مزمنة.
- عدم القدرة أو عدم الرغبة في الالتزام بالقواعد الغذائية الصارمة التي تتبع العملية.
- احتمال وجود حساسية تجاه مواد تُستخدم في الأجهزة أو الأدوات الجراحية.
- عدم تحمل الألم الناتج عن الأجهزة المزروعة.
- وجود أمراض مناعية في النسيج الضام لدى المريض أو أحد أفراد عائلته، مثل: الذئبة الحمراء الجهازية أو التصلب الجلدي.
- محاولات محدودة سابقة للالتزام بالأنظمة الغذائية أو فشل في اتباعها.
- تاريخ من ضعف الالتزام بالعلاجات الطبية أو تكرار التغيب عن المواعيد.
- تعاطي مواد مخدرة أو اضطراب ذهني نشط.
- الإصابة باضطراب نفسي غير معالج أو غير مسيطر عليه.
- وجود محاولة انتحار خلال آخر 18 شهرًا.
- وجود أكثر من محاولة انتحار خلال آخر خمس سنوات.
5- ما هي عيوب عملية التكميم؟
مثل أي عملية جراحية، هناك دائمًا احتمال لحدوث بعض المضاعفات، وإن كان هذا الاحتمال منخفضًا جدًا، حيث تحدث مضاعفات جراحية في أقل من 1% من الحالات. وتشمل هذه المضاعفات:
- النزيف.
- العدوى.
- تفاعلات مع التخدير.
- تسريب من خط التدبيس في المعدة.
وبعد التعافي، قد يُصاب بعض الأشخاص بمضاعفات طويلة الأمد مرتبطة بالعملية، وغالبًا ما تكون هذه المضاعفات سهلة العلاج عند حدوثها، وتشمل:
- تكون نسيج ندبي (تليف أو التصاقات) بعد العملية قد يؤدي إلى ضيق في المعدة، مما يبطئ أو يمنع مرور الطعام، ويسبب الغثيان والقيء وصعوبة في الأكل.
- نقص العناصر الغذائية فنظرًا لانخفاض كمية الطعام المستهلكة، يصبح الحصول على احتياجات الجسم من العناصر الغذائية أصعب، لذلك يحتاج معظم المرضى بعد جراحات السمنة إلى تناول مكملات غذائية يومية مدى الحياة.
- ارتجاع المريء (الحموضة أو الجزر المعدي المريئي)، فقد يزداد سوءًا لدى بعض من كانوا يعانون منه قبل العملية، بينما قد يظهر لأول مرة عند آخرين يعانوا منه من قبل. وغالبًا ما تتم السيطرة عليه باستخدام الأدوية.
- حصوات المرارة، فقد يؤدي فقدان الوزن السريع إلى زيادة احتمال تكوّن الحصوات، نتيجة زيادة مرور الدهون على الكبد وتراكمها في المرارة على شكل حصوات كولسترولية تسبب ألمًا بعد الأكل. وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر إجراء عملية إضافية لاستئصال المرارة (Cholecystectomy).
6- هل تعود المعدة لطبيعتها بعد التكميم؟
مباشرة بعد العملية، تكون المعدة ضيقة بسبب التورم الناتج عن الجراحة والدبابيس الجراحية، ومع مرور الوقت يخف هذا الضغط تدريجيًا، ويصبح المريض قادرًا على تناول كمية أكبر من الطعام مقارنة بالأيام الأولى بعد العملية، وهذا أمر طبيعي ومطلوب لضمان حصول الجسم على التغذية اللازمة.
إلا أن مدى تمدد المعدة بشكل دائم وغير طبيعي يعتمد بدرجة كبيرة على العادات الغذائية للمريض بمرور الوقت، حيث إن الإفراط في تناول الطعام من حين لآخر بعد جراحة التكميم أمر متوقع وغالبًا لا يدعو للقلق، إذ يسبب شعورًا مزعجًا يمنع تكراره بانتظام. كما أن المريض خلال فترة التعافي يتعلم استراتيجيات تساعده على التحكم في كميات الطعام وتجنب الإفراط.
لكن، إذا استمر المريض في الإفراط في الأكل يومًا بعد يوم وأسبوعًا بعد أسبوع، قد يؤدي ذلك إلى تمدد دائم للمعدة، ويؤثر على إشارات الشبع، فيصبح المريض بحاجة إلى كميات أكبر من الطعام للشعور بالامتلاء.
ويُذكر أن التأثير الهرموني لعملية التكميم المتمثل في خفض هرمون الجوع “الغريلين” قد يكون مؤقتًا، فبعد حوالي عامين من العملية، قد تبدأ الأمعاء في تعويض إفراز الهرمون المفقود من قاع المعدة، ما يعني أن المريض قد يشعر بالجوع من جديد. وهنا تكمن الأهمية الكبرى في أن يكون المريض قد اكتسب أنماط حياة صحية وعادات غذائية سليمة تساعده على الاستمرار في فقدان الوزن والحفاظ على النتائج.
7- هل ممكن عملية التكميم تفشل؟
قد تفشل عملية التكميم في بعض الحالات، ولكن الفشل هنا لا يعني أن العملية لم تُجرَ بشكل صحيح، بل إن نتائجها لم تتحقق كما هو متوقع. وأسباب ذلك غالبًا تعود إلى:
- تمدد المعدة من جديد نتيجة الإفراط المستمر في تناول الطعام أو شرب المشروبات الغازية بكثرة، مما يجعل المريض يحتاج إلى كميات أكبر للشعور بالشبع.
- فقدان التأثير الهرموني للعملية بمرور الوقت، حيث قد يبدأ الجسم بعد عامين تقريبًا في إعادة إنتاج هرمون الجوع “الغريلين”، ما يزيد الإحساس بالجوع مرة أخرى.
- عدم الالتزام بنمط الحياة الصحي بعد الجراحة، مثل النظام الغذائي أو النشاط البدني أو المتابعة الطبية المنتظمة.
لذا يمكن القول أن نجاح التكميم لا يعتمد فقط على الإجراء الجراحي، بل على التزام المريض بالعادات الصحية بعد العملية للحفاظ على النتائج على المدى الطويل.
8- كم يستغرق الشفاء من عملية التكميم؟
عادةً ما يمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد 1 إلى 3 أيام من إجراء أي جراحة من جراحات إنقاص الوزن، وبعد 4 إلى 6 أسابيع يمكنك البدء في العودة تدريجيًا إلى أنشطتك الطبيعية.
ومن الأفضل أن تمنح نفسك شهرًا كاملًا قبل أن تتوقع العودة إلى حالتك الطبيعية أو استئناف عملك بكامل طاقتك. وخلال هذه الفترة، قد يشعر الكثير من المرضى بالإرهاق أو التعب، وذلك لأن الجسم يعمل على التعافي وفي الوقت نفسه يتكيف مع السعرات الحرارية المحدودة.
